يعتبر الغذاء مؤشرًا مهمًا للحالة النفسية، وهناك العديد من الأمراض النفسية المرتبطة بالغذاء ارتباطًا وثيقًا والتي سنمر عليها في هذا المقال:
أهم الأمراض النفسية المرتبطة بالغذاء:
1-الاكتئاب:
أسباب الاكتئاب غير مفهومة بشكل تام ولكن قد تكون متعددة ومتباينة فالاكتئاب قد تطلقه الضغوط والتوتر، أحداث مؤلمة في الحياة، اضطراب كيميائي في المخ، اضطرابات الغدة الدرقية، ألم المعدة، نقص التغذية، سوء التغذية، تناول السكر، نقص التدريبات الرياضية، وأي مرض عضوي خطير كما أن الوراثة عنصر مهم في هذا المرض حوالي 50 % من المصابين بنوبات متكررة من الاكتئاب كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من الاكتئاب.
توصيات هامة لمعالجة الاكتئاب:
أولا: تناول الفواكه غير المطهية والخضراوات جيدة لتحسين الحالة.
ثانيا: تناول فول الصويا ومنتجات الصويا والبقول، فمثلاً: الترمس أفضل ما يجلب السعادة لأنه غني بالتريبتوفان وهو حمض أميني يدخل في بناء البروتينات خاصة السيروتونين والميلاتونين والنياسين وكل 100 غرام ترمس تمد الجسم بـ289 ملي غرام تريبتوفان مقارنة بـ250 مغ من الفول السوداني و210 مغ في السمك200 مغ من المكسرات و185 مغ من حمص .. ويجب ملاحظة أن الغذاء الذي يحتوي علي القليل من الكربوهيدرات المركبة قد يسبب نقصا في التريبتوفان وبالتالي الاكتئاب.
ثالثا: الخبز الكامل جيد لتحسين المزاج والشعور بالراحة.
رابعا: المحليات الصناعية تؤثر سلبا على الصحة النفسية لأنها تحتوي علي الأسبرتام فهي تحتوي علي مادة الفينيل آلانين التي تسبب نوعا من أنواع الحساسية.
خامسا: الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة غير جيدة مثل الأطعمة المقلية، الهمبرغر والبطاطا المحمرة فهي تتعارض مع تدفق الدم عن طريق إغلاق الشرايين والأوعية الدموية الصغيرة مما يجعل خلايا الدم لزجة وبالتالي تضعف الدورة الدموية خاصة في المخ.
سادسا: الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر سرعان ما تزول ويليها الإجهاد والاكتئاب أما الكربوهيدرات المركبة فتتفاعل ببطء مع الجسم و تمنحه الراحة والهدوء.
سابعا: التقليل من الكحول والكافيين والمشروبات الغازية.
ثامنا: لزيادة اليقظة تناول وجبات بروتين تحتوي على أحماض دهنية أساسية مثل السلمون والسمك الأبيض.
تاسعاً: إذا أردت رفع روحك المعنوية فاستفد من تناول أغذية من الديك الرومي والسلمون التي تعد غنية بالتريبتوفان والبروتين.
** العقاقير الستيروئيدية وأقراص منع الحمل قد تقلل من معدلات السيروتونين في المخ
** المدخنون أكثر عرضة للاكتئاب من غير المدخنين .
** وهناك أيضا بعض المكملات الغذائية والمعادن التي تساعد إلى حد كبير في الشعور بالسعادة ومضادة للاكتئاب وهي:
أولا: السيلينيوم فهو يحسن المزاج ويقلل القلق.
ثانيا: الزنك
ثالثا: تناول الكالسيوم يؤدي إلي الشعور بالهدوء حتي أن بعض الأشخاص يتناولونه قبل النوم للاستمتاع بنوم هادئ. وأخيرا لابد من الإشارة إلي أن هناك أدوية كيميائية كثيرة موجودة في متناول يد أي شخص وتسمى مضادات الاكتئاب لكن لابد من معرفة أن هذه العقاقير لها آثار جانبية خطيرة خاصة إذا كنت تتناولها بغير استشارة الطبيب وهذه الآثار المحتملة تتضمن هيجان, ارتفاع ضغط الدم, عدم انتظام في ضربات القلب.
والذين يتناولون هذه العقاقير يجب أن يلتزموا بغذاء لا يحوي أطعمة معينة مثل: الجوز، الأفوكادو، الموز، كبد الدجاج، الجبن، الشوكولاته، القهوة، ملينات اللحوم، الفول السوداني، المخللات، السجق، مستخلص الخميرة( الخميرة بيرة) ،اللبن، صلصة الصويا، كذلك يجب تجنب أدوية البرد والحساسية دون استشارة الطبيب. ويجب ذكر أيضا أن التدريبات الرياضية مضاد فعال طبيعي لنوبات الاكتئاب.
2-الأرق
الأرق هو عدم النوم المتكرر ليلة بعد الأخرى وقد يأخذ شكل عدم القدرة على النوم عند الدخول إلى الفراش أو الاستيقاظ أثناء النوم وعدم القدرة على العودة إلى النوم ومن المقدر أن 15-17 % من السكان يعانون من الأرق في أي وقت . وبينما تكون هذه الحالة محبطة إلا أنها تمثل خطراُ وتكون عادة حالة مؤقتة بالرغم من أن المشاكل المتعلقة بالنوم قد تمتد أحياناً إلى شهور وسنوات .
قد ينتج الأرق عن الكثير من الأسباب المختلفة والتي تتضمن انخفاض مستوى السكر بالدم أو آلام العضلات أو عسر الهضم أو مشاكل التنفس أو الآلام البدنية أو القلق أو الضغوط أو الحزن أو الاكتئاب أو تناول الكافيين أو استخدام أدوية معينة مثل مزيل الاحتقان والكثير من مضادات الاكتئاب ومعوقات المستقبلات بيتا. كما يمكن لنقص الكالسيوم والمغنزيوم أن يؤدي بك إلى الاستيقاظ بعد بضع ساعات وعدم القدرة على النوم مرة أخرى. قد تؤثر الاضطرابات العامة التي تشمل الرئتين والقلب والكلى والبنكرياس والجهاز الهضمي والغدد الصماء والمخ على النوم. كما قد تفعل العادات الغذائية السيئة وتناول الطعام قبل النوم بوقت قصير. كما أن اختناق النوم (توقف التنفس أثناء النوم ) من الاضطرابات الخطيرة التي قد تسبب الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل وكثيرا ما تكون هذه المشكلة مصحوبة بالشخير وعدم انتظام التنفس بشكل شديد أثناء الليل.
توصيات غذائية لتجنب الأرق:
تناول النعناع البري والبابونج لما لهما من الخواص المهدئة على الجهاز العصبي وتعزيز النوم الهادئ .
تقليل أو تجنب الكحول فقد تساعد كمية صغيرة على النوم بداية، لكنه بلا شك يخل بدورات النوم العميق فيما بعد ..
تجنب التبغ فبينما يبدو أن للتدخين أثراً مهدئا فان النيكوتين في الواقع محفز عصبي وقد يسبب مشاكل في النوم..
تقليل المشروبات التي تحتوي الكافيين بعد الغداء .
تناول لحم الديك أو الموز أو التين أو البلح أو اللبن أو التونا أو منتجات حبوب القمح الكاملة في المساء فهي غنية بالتريبتوفان الذي يحث على النوم.
الابتعاد عن تناول كميات كبيرة من الشوكولاته و الباذنجان والبطاطا وسلطة الكرنب والسكر والسجق والسبانخ والبندورة مع اقتراب وقت النوم فهذه الأطعمة تحتوي على التيرامين الذي يزيد من إفراز النورإبنفرين وهو محفز للمخ.
يعتقد بعض الباحثين النفسيين أن نقص الحديد والنحاس قد يسبب الأرق عند كثير من النساء، بالتالي فإن تناول مكملات الفيتامينات و المعادن بشكل سليم هو أفضل سبيل لحل هذه المشكلة و العناصر التي تفيد أكثر من غيرها هي الكالسيوم و المغنزيوم و البوتاسيوم و الزنك…
ملاحظة:
ينصح للمصابين بالأرق بتجنب الكافئين لكن من يعتاد تناول القهوة في وقت متأخر من النهار وفي المساء تصاب دورات نومهم بالخلل إذا امتنعوا عن شربها وهذا يؤيد فكرة أن الروتين الثابت هو أهم العوامل في إرساء نمط صحي للنوم وينبغي أن يفكر كل من يصاب بالأرق في تقليل الكافيين من غذائه
3-القلق:
القلق مشكلة شائعة أكثر مما يعتقد قد تصيب الشباب في مرحلة المراهقة وخلال منتصف العمر وما يليه ويصيب النساء ضعف الرجال , والقلق إما أن يكون حادا” أو مزمناً. القلق الحاد تظهر أعراضه في نوبات تعرف بنوبات الهلع وهي حالة تحدث خلالها رد فعل للجسد في الوقت الخطأ، فالضغط يسبب إفراز هرمونات الغدة الكظرية في الجسم خاصة الأدرينالين وزيادة الأدرينالين تجعل الجسم يسرع استقلاب البروتينات والدهون والنشويات حتى ينتج بسرعة طاقة ليستخدمها الجسد إضافة لذلك شد العضلات ويزداد معدل ضربات القلب والتنفس وحتى تركيب الدم يتغير قليلاُ ليجعله أكثر عرضة للتجلط. تصاحب نوبات الهلع مشاعر أخرى مثل قصر التنفس والخمود والإحساس بالاختناق والخوف من الأماكن المغلقة وضربات القلب وألم في الصدر ودوخة ونوبات سخونة أو رعشة وعرق وغثيان واضطراب الإدراك بمرور الوقت .
نوبة الهلع تنطلق بواسطة توتر أو انفعالات معينة وقد تحدث بتأثير بعض الأطعمة أو الأدوية أو الأمراض. إن الحساسية من الطعام ونقص الغلوكوز في الدم كلاهما شائعان بين المصابين بهذه العلة وقد يثيران نوبات هلع. والنوبة قد تتبع التعاطي المفرط للمنبهات مثل القهوة والشاي. مرض القلق المزمن يكون أهون وهو شكل أكثر شيوعا حيث يشعر المصابون بعدم الراحة بشكل مزمن خاصة بوجود الآخرين.
توصيات غذائية لعلاج القلق :
عندما يكون الجسد تحت الضغط النفسي يكون أكثر تأثرا بضرر الجذور الحرة بالتالي فإن تناول عشبة الجنكة الغنية بالفلافونوئيدات لمدة أسبوعين على الأقل تساعد على معادلة الجذور الحرة .إن تناول النعناع البري و البابونج يساعد على الارتخاء ومنع نوبات الهلع.
إن المشمش والهليون والأفوكادو والموز والبروكولي والعسل الأسود وخميرة البيرة (الغنية بالكروم ) والأرز البني والفواكه الجافة والتين والسمك وخاصة السلمون والثوم والخضراوات ذات الأوراق الخضراء والبقول والبذور والجوز النيئ ومنتجات الصويا واللبن، هذه الأطعمة تعطي معادن قيمة مثل الكالسيوم، المغنزيوم، الفوسفور و البوتاسيوم والتي تستنزف بالتوتر، حاول تناول وجبات صغيرة متعددة بدلاً من الوجبات الثلاث التقليدية .
التقليل من تناول البروتين الحيواني والتركيز على وجبات غنية بالكربوهيدرات المركبة والبروتين النباتي، التقليل من الأطعمة الحاوية على سكر مكرر أو كربوهيدرات بسيطة، عدم الإكثار من الشاي الأسود والقهوة والكولا والشوكولاته أو أي شيء آخر يحتوي على كافيين. إن الاحتفاظ بمذكرة للأطعمة هام لملاحظة العلاقة بين نوبات الهلع والطعام الذي تأكله فحساسية الطعام قد تثير نوبة الهلع أو القلق.
4-التوتر stress :
يشير التوتر لأي تفاعل ضد أي منبه فيزيائي عقلي شعوري يمكنه أن يفسد التوازن الطبيعي للجسم وهو جزء من الحياة لا يمكن تجنبه فبعض الناس يتعاملون جيدا مع الضغوط والآخرون يتأثرون بشكل سلبي. يمكن أن تسبب الضغوط الصداع أو إعياء أو قلق أو تغيرات في الشهية، برودة في اليدين، فقدان الذاكرة، ارتفاع ضغط الدم، وخزات عصبية، أرق أو تغيرات أخرى في نظام النوم أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
يشكل التوتر أرضاً خصبة ممتازة للمرض , يرى الباحثون أن التوتر يساهم بحوالي 80% من كل الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب، الدوران، السرطان و أمراض الغدد. يستجيب الجسم للتوتر بسلسلة من التغيرات الفيزيولوجية تشمل زيادة إفراز الأدرينالين، ارتفاع ضغط الدم، تسارع دقات القلب، زيادة توتر العضلات، بطء الهضم أو توقفه , اطلاق الدهون والسكريات من مخازنها في الجسم، ارتفاع مستوى الكولسترول وتغير مكونات الدم ليكون أكثر عرضة للتجلط .
إن زيادة إنتاج الهرمونات الكظرية (الأدرينالين ) تجعل الجسم يزيد من معدل تمثيله الغذائي للبروتين والدهون والنشويات لإنتاج طاقة بسرعة ويستخدمها الجسم. هذه الاستجابة تجعل الجسم يخرج الأحماض الأمينية , البوتاسيوم , الفوسفور , ويستنفد المغنزيوم المخزن في أنسجة العضلات، والجسم لا يمتص المواد الغذائية المهضومة جيدا عندما يكون تحت الضغوط والنتيجة يصبح الجسم في وقت فاقد للمواد الغذائية .
يؤثر التوتر على أجزاء الجسم المرتبطة بالجهاز العصبي أولاً وخاصة على أعضاء الهضم. إن أعراض اضطرابات الهضم المرتبطة بالتوتر ربما تكون انتعاش قرحة أو متلازمة القولون العصبي .
التوصيات الغذائية لعلاج التوتر :
تساعد الجنكة على كفاءة المخ وإعادة الدورة الدموية لحالتها الطبيعية. إن خلطة من الأعشاب التالية مفيدة للحصول على مقوي نشط مضاد للتوتر :
*النعناع البري: عشبة فعالة مضادة للتوتر.
*البابونج: عامل استرخاء لطيف مقوي جيد للأعصاب وملطف للجهاز الهضمي ومساعد ممتع على النوم.
*حشيشة الدينار: تساعد في تخفيف العصبية، القلق و التوتر.
تناول غذاء يحتوي على 50 -75 % أطعمة نيئة. إن الخضراوات والفواكه الطازجة لا تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن القيمة فقط ولكنها غنية بمركبات تسمى أشباه الفلافين والكثير منها يكتسح ويعادل الجذور الحرة المدمرة .
تجنب الأطعمة المصنعة و الأطعمة التي تسبب التوتر للجسم مثل مواد التحلية الصناعية، المشروبات الغازية الكربونية، الشوكولاته، البيض، الأطعمة المقلية، اللحم الأحمر، السكر، منتجات الدقيق الأبيض، الأطعمة المحتوية على مواد حافظة أو عالية التوابل والوجبات السريعة.
تجنب الكافيين،التبغ،الأدوية معدلة المزاج (هذه المواد تخفف التوتر بشكل مؤقت ) اتباع برنامج صيام شهري، ممارسة الرياضة بانتظام، التنفس بعمق، تحديد سبب الضغوط في حياتك، أخذ يوم للراحة والاسترخاء، ممارسة هواية معينة، تجنب المشاحنات .
حاول ألا تتعامل مع الحياة بقدر مبالغ فيه من الشدة والصرامة وحاول أن تتعلم كيف تضحك!!
وجد أن التسمم بالمعادن الثقيلة ونقص سكر الدم والحساسية ضد الطعام يمكن أن يتسبب في أعراض تتشابه مع أعراض التوتر النفسي.
5- البوليميا (فرط الشهية العصبي):
هو مرض الشراهة مصحوب بشعور بالذنب. وفي هذه الحالة يحاول المريض التخلص من الطعام الزائد عن طريق التقيؤ أو تناول الملينات أو الإفراط في ممارسة الرياضة.
ومن أعراض هذا المرض : تورم الغدد اللعابية ,تآكل طبقة الميناء في الأسنان الخلفية، التهاب المري، قرحة، فتق الحجاب الحاجز، كل ذلك نتائج للحث على القيء. يتمتع هؤلاء المرضى بأوزان عادة تكون حول المعدل الطبيعي .
لماذا يلجأ هؤلاء المرضى إلى الإفراط في تناول الطعام؟
يعود الإفراط في تناول الطعام إلى موروثاتنا الثقافية. نكافئ الطفل بقطعة من الشوكولا عند طاعته أي أمر ونتعامل مع بكائه بإعطائه الطعام المفضل لديه، فينمو شعور لديه بأن الغذاء هو مكافأة أو نوع من أنواع المواساة، مع الوقت يعتاد هذا الأمر ويلجأ _ عندما يصبح بالغاً _ إلى مواساة اكتئابه وتوتره عن طريق الأكل. يذكر أن مستوى حرق الدهون لدى الفرد يقل عن معدلاته الطبيعية عند تعرضه للقلق، نتيجة إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول وخفض إفراز هرمون التستستيرون، ما يساعد في تراكم الدهون وبخاصة في منطقة البطن.
توصيات غذائية لعلاج البوليميا :
أثناء تأسيس عادات غذائية أكثر صحة حاول تناول طعام متوازن غني بالألياف، التقليل من الكربوهيدرات، عدم الإكثار من مأكولات اللحم المملح والدقيق الأبيض. الانتباه الى المرور بأعراض انتقاصية نتيجة نقص سكر الدم مثل القلق، اكتئاب،إجهاد، صداع، أرق لمدة من الوقت بعد أن تتخلص من السكر في غذائك .لابد من استشارة نفسية .
6-فقدان الشهية العصبي (الأنوركسيا ):
يعرف بمرض الموت، يعيش المصابون بهذا المرض منذ الصغر وفي مرحلة المراهقة طويلاً ويواجهون موتاً محتماً عند سن الثلاثين تقريباً إذا لم يخضعوا للعلاج. يرى هؤلاء الأشخاص أنفسهم دوماً في وزن أكثر من المطلوب ويكون هدفهم إنقاصه عن طريق التخفيف من الطعام الذي يصل تدريجياً إلى الامتناع عنه. وينتج هذا المرض من خوف الشخص من أن يكون بديناً مثل أهله مثلاً، فيتحول الغذاء بالنسبة إليه إلى مصدر خوف يهدده بفقدان رشاقته واكتسابه الوزن الزائد. ومع مرور الوقت يتحول مريض فقدان الشهية إلى إنسان كاره لذاته ويصاب بالاكتئاب.
معظم الناس الذين يعانون من فقدان الشهية يشعرون بالجوع في بداية المرض بصورة طبيعية فيعلمون أنفسهم تجاهله بالرغم من رفضهم الأكل فإنهم عادة يكونون موسوسين جهة الطعام وقد يقضون الساعات في تخيله وقراءة الوصفات أو حتى إعداد وجبات للآخرين. صفة أخرى مميزة لهذا المرض أن مرضاه عادة ينكرون أي خلل فقط يقولون أنهم غير جائعين كما يصرون على أنهم في حاجة لإنقاص المزيد من الوزن .العديد من النساء اللواتي يعانين من فقدان الشهية العصبي يعانون من الشره المفرط (البوليميا). وفقدان الشهية يؤدي إلى نقصان الوزن الشديد , الدوار , توقف الطمث , تورم الرقبة ,قرحات ,تآكلات في المري نتيجة القيء المستمر كان يعتقد أن فقدان الشهية العصبي مرض نفسي صرف ولكن في السنوات الأخيرة أوضح علماء الطب والتغذية عناصر جسدية متعددة فمثلا : الأفراد الذين يعانون خللا في الأكل وجد لديهم عدم اتزان في الشوارد مشابه لأولئك الذين يعانون الاكتئاب. بعض الحالات من فقدان الشهية وجد أنها بسبب نقص شديد في الزنك.
توصيات غذائية لعلاج الأنوركسيا:
- الأعشاب التالية فاتحة للشهية : جذور الزنجبيل , الجنسنغ , النعناع.
- تناول غذاء متوازن غني بالألياف.
- تناول كميات وفيرة من الخضروات و الفواكه الطازجة، هذه الأغذية مطهرة للجهاز الهضمي عندما يتطهر الجسم تعود الشهية لطبيعتها .
- تقليل السكر البسيط ، والطعام المصنع والمعالج الغني بالإضافات التي تحتويها هذه الأغذية تزيد النفور من الطعام .
- قد تكون الاستشارة الغذائية أمراً ضرورياً .
- الزنك سواءً أكان جزءاً من الغذاء أو في صورة مكمل ينجح في مساعدة العديد من الأشخاص الذين يعانون فقدان الشهية لاستعادة الشهية والوزن الطبيعي لهم.
هل ثمة علاجات لهذه الأمراض؟
ثمة برنامج علاجي جديد اعتمد عليه، يسمى «mind body» يهدف إلى تقبُّل الشخص لذاته مهما كانت حالته، سواء كان يعاني من السمنة أو النحافة. وعندما نصل إلى هذه المرحلة، نصل بالتالي إلى النتيجة المرجوة إما بزيادة الوزن أو بتخفيضه أو علاج أمراض أخرى.
وما هو برنامج « mind body »؟
بعد أن اهتم العلماء بالأمراض النفسية المرتبطة بالغذاء أنشأوا هذا البرنامج وهو هو برنامج علاجي غذائي ونفسي في آن واحد. عندما يحضر المريض نجري اختباراً بسيطاً له للتعرف على نظام غذائه، ثم نلحقه بمجموعة مكونة من ثمانية أفراد لديهم حالات مشابهة. تعرف المجموعة «group support» أي أن كل مريض يبدأ بالحديث عن مشكلته وتُناقش من خلال المجموعة في حضور طبيب نفسي متخصص، كذلك يُحوَّل كل مريض إلى خبير تغذية يعيد صياغة نظامه الغذائي بما يتناسب مع عاداته وحالته النفسية. يطبق هذا البرنامج في الخارج لعلاج حالات السرطان، وعلاج مشاكل الوزن.