يتغير ثدي المرأة مع مرور الوقت نظراً لكونه يتعرض إلى مجموعة من الأحداث الطبيعية والتي تتضمن البلوغ والحمل؛ لا يتغير لون الحلمات بحد ذاته ولكن يمكن أن يتغير لون المنطقة الدائرية من الجلد التي تحيط بكل حلمة وتعرف أيضاً باسم هالة حلمة الثدي Areola.
وتكون التغيرات اللونية الحاصلة في هالة حلمة الثدي ذات أسبابٍ حميدة في معظم الأحيان. ورغم ذلك يوجد بعض الحالات المرضية والتي يعتبر فيها تغير لون الحلمات دليلاً على وجود مشاكل صحية تتطلب العناية الطبية.
إذاً ما الذي يسبب لون الحلمات الداكن؟
موانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم
يمكن أن يؤدي تناول حبوب موانع الحمل الفموية إلى حدوث تغيرات هرمونية والتي بدورها سوف تجعل المنطقة المحيطة بالحلمتين تبدو أغمق وداكنة أكثر؛ حيث تحتوي حبوب تحديد النسل أو منع الحمل على أنواع اصطناعية من هرمونات الاستروجينEstrogen والبروجيسترونProgesterone؛ إذ أن تناول هذه الحبوب يمكن أن يساعد في منع حدوث الحمل غير المرغوب فيه. كما يمكن أن تؤثر حبوب منع الحمل على الجسم بطريقة مشابهة للتغيرات الهرمونية الأخرى؛ حيث تتسبب في جعل المنطقة المحيطة بالحلمتين داكنة وأكثر قتامة, ولكن يجب أن يزول هذا الأثر بمجرد توقف المرأة عن تناول حبوب منع الحمل.
يمكن أن تتسبب حبوب منع الحمل أو تحديد النسل أيضاً الإصابة بالكلف الذي يتمثل بحدوث بقع بنية موضعية مُتصبّغة ذات لون بني أو رمادي.
البلوغ Puberty
ترتفع مستويات هرمون الاستروجين لدى المرأة خلال فترة البلوغ حيث يقوم المبيضان بإفراز وإطلاق هذا الهرمون؛ ويؤدي هذا الارتفاع في هرمون الاستروجين إلى تطوّر الثديين؛ كما أن الحلمات ستخضع لتغييرات تتضمن عادةً التحول إلى لون داكن أكثر قتامة وترتفع أكثر فوق الجلد المحيط مع نمو الثديين.
الحمل
مع نمو الجنين في الرحم يبدأ الثدي بالاستعداد لقدوم الطفل الذي سيولد قريباً؛ حيث ينتج الجسم كميات إضافية من هرمونات الاستروجين والبروجيسترون بما يساعد على تهيئة الثدي لإنتاج الحليب لإطعام الرضيع حديث الولادة؛ حيث يتغير الثديان عند بدء إنتاج هذه الهرمونات.
يمكن أن يُلاحظ خلال الحمل حدوث تورّم وانتفاخ للثديين؛ وسوف تصبح الحلمات داكنة وأكثر قتامة أيضاً الأمر الذي يُعتقد أنه يساعد الطفل على تحديد مصدر الطعام؛ ويعتبر لون الحلمات الداكن الذي يتشكل خلال الحمل بأنه لون مؤقت ويزول اللون الداكن بعد فترة الرضاعة, حيث تعود الحلمات وتتحول إلى اللون الفاتح بعد الحمل والرضاعة الطبيعية.
الرضاعة الطبيعية
تصبح الحلمات داكنة وأكثر غمقاً خلال فترة الرضاعة الطبيعية لتمكين الرضيع من تحديد مصدر الطعام؛ وكما ذكرنا سابقاً تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى حدوث العديد من التغييرات ويندرج ضمنها تحول لون الحلمات إلى اللون الداكن؛ حيث يعتقد العلماء أن لون هالة الثدي يصبح داكن اللون بحيث يُساعد المولود الجديد في التعرف ثدي أمه؛ ومن المحتمل أيضاً أن التقلّبات الهرمونية التي تلعب دوراً هاماً في إنتاج الحليب يمكن أن تؤدي إلى القليل من التغّير في لون الحلمات.
ويعاني الأطفال حديثو الولادة من ضعفٍ شديدٍ في الرؤية ومن المحتمل أن تمثل الحلمات الداكنة طريقة متطوّرة لمساعدة الوليد على إيجاد على مصدر الطعام؛ ومع مرور الوقت سوف تسترجع الحلمات لونها السابق بعد انتهاء مرحلة الرضاعة الطبيعية.
الشعر حول الحلمات
أن يكون لدى المرأة شعراً صغيراً ينمو حول الحلمات ليس أمراً غريباً أو غير مألوف؛ ويمكن أن تكون هذه الشعيرات الصغيرة أغمق وأكثر قتامة من بعض الشعرات الأخرى على جسم المرأة؛ ولذلك فإن الشعر الداكن يمكن أن يجعل الحلمات تبدو داكنة أكثر عندما ينمو هذا الشعر بالقرب من الحلمات.
الحيض
يعتبر الحيض جزءاً طبيعياً من الدورة التناسلية؛ حيث يستعد المبيضان لإطلاق البويضة للإخصاب خلال هذه الدورة. ومن جهة ثانية, يعاني الثديان من حدوث بعض التغيرات في مراحل مختلفة في الدورة الشهرية؛ وتحدث هذه التغييرات لأن عملية الحيض ناتجة عن حدوث تغيّرات في مستويات الهرمونات في الجسم.
وكذلك أيضاً سوف يمرّ الثدي ببعض التغييرات خلال فترة الإباضة؛ حيث يمكن أن يصبح الثدي طرياً أو منتفخاً مع تغير مستويات الهرمون؛ وبشكل مشابه لما سبق يمكن أن تلاحظ المرأة أن الحلمات تصبح ذات لون داكن وأغمق خلال فترة الدورة.
السرطان
يُعدُّ مرض باجيت Paget’s Disease أحد أنواع السرطان وهو يتشكل كمرحلة أوليّة ضمن الحلمة؛ ويعتبر مرض باجيت الذي يصيب ثدي المرأة شكلاً نادراً من السرطان الذي يبدأ في منطقة حلمة الثدي ويعتبر لون الحلمة الداكن من العلامات المبكرة والمميزة لمرض باجيت بالإضافة إلى وجود بعض العلامات والأعراض الأخرى التي تتضمن كلاً مما يلي:
- تسطُّح الحلمة.
- إفرازات صفراء أو دموية من الحلمة.
- قشور أو جلد سميك مُتقشِّر حول الحلمة.
- الشعور بالحكة أو الوخز حول الحلمة
يمكن أن يتطور هذا النوع من السرطان في أي وقت من حياة المرأة بعد البلوغ؛ إلا أن هذا السرطان يعتبر أكثر شيوعاً لدى كبار السن مقارنةً مع الشباب.
في حال وجود أعراض مميزة لدى أي شخص تشير إلى إمكانية الإصابة بهذا النوع من السرطان فيجب استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
متى يجب استشارة الطبيب؟
تلاحظ النساء حدوث التغيرات الطبيعية في حلماتهنّ وصدورهنّ مع نمو أجسامهنّ وزيادة أعمارهنّ؛ حيث من الممكن أن تتسبب العديد من الأمور في الحياة مثل الحيض والحمل والرضاعة الطبيعية, في جعل الحلمات ذات لون داكن وأكثر قتامة؛ وبالرغم من ذلك ينبغي أن تقوم المرأة باستشارة الطبيب عند ملاحظة أيّ مما يلي:
- تقشُّر الحلمة.
- وجود رقائق متقشرة.
- تغير اللون في حلمة واحدة فقط.
- الاحمرار.
- وجود التورمات أو الكتل.
وكذلك يجب على المرأة أيضاً استشارة الطبيب بشكل سريع عند الشك بأنها حامل.
الخلاصة
يتغيّر لون الحلمات بشكل طبيعي في اللون مع مرور الوقت وينجم ذلك عن العديد من الأمور البيولوجية المختلفة خلال حياة المرأة؛ ولا يُعدُّ تغيّر اللون أمراً مثيراً للقلق وتسترجع الحلمات عادةً لونها الفاتح مرةً ثانية بعد انتهاء مرحلة التغييرات الطبيعية التي مرّ بها الجسم.
يجب على المرأة استشارة الطبيب حتى يتم استبعاد وجود أيّة مسببات خطيرة والحصول على العلاج المناسب في حال كان تحوّل الحلمة إلى اللون الداكن مصحوباً بأيّة أعراض أخرى غير طبيعية.