تظهر العين المصابة بالاحتقان بمظهرٍ ملتهبٍ ومحمرٍّ، وهذه المشكلة شائعة جداً لدرجة أنها يمكن أن تُصيب جميع الأعمار.
تُساهم عدة عوامل في التسبُّب باحتقان العينين، وفي أغلب الأحيان، تُشفى حالات الاحتقان من تلقاء نفسها. لكن زيارة طبيب العيون قد تكون ضرورية أحياناً. من المهم أن يُحدَّد السبب الكامن، من أجل علاج الحالة بفعالية، فاعتماداً على السبب، سينصح الطبيب إمَّا بالعلاجات المنزلية، أو سيحتاج الشخص أحياناً لاستخدام أدوية مثل قطرات العيون أو العلاجات الإضافية.
ما هو احتقان العين وما سبب احمرارها؟
عندما تحتقن العين، تصبح الصُّلْبَة حمراء، والصُّلْبَة هي الجزء الأبيض من العين. بالنسبة للبعض، تتأثر عينٌ واحدة فقط، بينما قد تحمر كلتا العينين عند البعض الآخر، ويمكن أن تتراوح درجة الاحمرار من اللون الزهري إلى الأحمر الغامق، وقد يظهر الاحمرار على هيئة خطوطٍ متعرجة في بياض العين.
في بعض الحالات، يكون الاحمرار هو العارض الوحيد الذي يختبره الشخص، ولكن من الممكن أن يترافق مع واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- تهيج
- حكة
- ألم
- عيون دامعة
- ضبابية الرؤية
- حَرقة
- جفاف
- إفراز
- حساسية تجاه الضوء
يحدث احتقان العين نتيجة اضطراب في أوعية الدَّم الصغيرة الموجودة على سطح العين. فعند احتقان هذه الأوعية بالدماء وتضخُّمها، تصبح بارزة للعيان بسبب الاحمرار المقترن بالاحتقان. ويحدث ذلك بسبب عدم وصول كمية كافية من الأوكسجين إلى الأنسجة التي تُغطي العين.
ما هي أسباب احمرار العين ؟
يصاب معظم الناس باحتقان العين في وقتٍ ما من حياتهم، لكن معظم المسببات ليست خطرة، وغالباً ما يتمكن الشخص من علاج المشكلة من خلال اتخاذ التدابير الوقائية.
هنالك مشاكل طبية أكثر خطورة تسبب احتقان العين كعارض، وتتطلب هذه الحالات تقييماً وعلاجاً من قبل طبيب العين.
يمكن أن تتسبَّب العدوى باحتقان العين، وهنالك عدة أنواع شائعة من العدوى التي تصيب العين.
- التهاب الملتحمة هو عبارة عن عدوى تؤثر على الغطاء الشفاف للعين، وتسمى هذه الحالة غالباً بالعين القرنفليَّة
- يتميَّز التهاب العنبيَّة بالتهاب العنبية (طبقة العين الوقائية)، التي تشمل الجسم الهدبي، والقزحية ومشيمة العين. عندما تصاب القزحية بعدوى، تميل حالة الاحمرار لأن تكون أشد من الاحمرار الناتج عن إصابة الجسم الهدبي ومشيمة العين بالعدوى.
- التهاب جفني العين هو عدوى تصيب حافة جفن العين.
- قرحات القرنية عادة ما تكون فيروسية أو بكتيرية، لكن الطفيليات والفطريات يمكنهما أيضاً أن يسببا المشكلة. إذا لم تعالج العدوى، فيمكن أن تؤدي إلى خسارة حادة في النظر، او فقدان العين أو حدوث جروح في القرنية.
يمكن للعوامل البيئية أن تساهم في احتقان العين، وكأمثلة على الأسباب الشائعة نذكر: الغبار، وتلوث الهواء، والمواد الكيميائية، والرياح. ويصاب بعض الناس باحمرار العين بسبب الدخان الموجود في البيئة.
ليس مستغرباً أن ينجم احتقان العين كعارض للحساسيات الناتجة مثلاً عن عشبة الرَّجيد وغبار الطلع. كما أنَّ تعب العين وإجهادها هما من الأسباب المحتملة الأخرى.
يمكن أن تتأذى الأوعية الدموية نتيجة تعرُّض العين لإصابة، الأمر الذي يؤدي لاحتقان العين. أية إصابة تتلقاها العين يجب أن تُقيَّم حالتها من قبل الطبيب لتحديد مدى الضَّرر.
يمكن للعدسات اللاصقة أن تصيب العين بالاحتقان، وهنالك عدة أسباب لاحمرار العين الناتج عن العدسات اللاصقة، مثل:
- الحساسية تجاه محلول العدسات اللاصقة
- قرحة القرنية
- التهاب الملتحمة الحليمي العملاق
- متلازمة جفاف العين
- العدسات اللاصقة غير الصالحة أو ذات المقاس الخاطئ
- حساسيات العين
- احمرار العين الناتج عن العدسات اللاصقة، الذي يحدث بسبب ردة فعل العين تجاه المواد السامة الناشئة عن بكتيريا العين الطبيعية، التي تلتصق بالعدسات بدلاً من خروجها عندما تطرُف العين، وغالباً ما يُلاحظ ذلك عند الأشخاص الذين لا يزيلون عدساتهم اللاصقة قبل النوم.
ينتج احتقان العين كعارض لبعض الحالات المرضية المعينة، وعند علاج الحالة الكامنة، عادة ما يتبدد عارض احتقان العين المترافق معها. وتشمل تلك الحالات الطبية ما يلي:
- الانطواء الجفني أو (الشتر الداخلي)
- الشتر الخارجي
- الزرق
- التهاب ظاهر الصُّلبة
- التهاب القرنيّة
- شحاذ العين
- نزفٌ تحت الملتحمة
- بَرَدَة (كيسٌ في الجفن)
- التهاب الهلل الحجاجيّ
هل يمكن علاج احمرار العين؟
في معظم الحالات سيُشفى احتقان العين من تلقاء نفسه أو من خلال العلاج، ويعتمد ذلك على الحالة المرضية الكامنة. أمَّا إذا استمر احمرار العين لمدة طويلة، فيجب زيارة الطبيب، فبعض الحالات لا ينفعها الانتظار حتى الشفاء، بل تحتاج ببساطة لعلاجاتٍ طبية أقوى من العلاجات التجارية.
بالرغم من عدم شيوعها، لكن هنالك بعض المسببات التي قد تكون خطرة. يمكن للطبيب أن يُجري الفحص المناسب ليتمكن من تحديد السبب الكامن، ويعتبر هذا الأمر هاماً بوجه خاص إذا ترافق احتقان العين مع أعراضٍ بصرية أخرى، كالأعراض التالية:
- ضبابية الرؤية
- تورُّم
- قيح في العين أو إفراز آخر غير طبيعي
- رؤية هالات
- حدوث جفاف أو حرقة بشكل مفاجئ
خيارات العلاج
بشكلٍ عام، يعتمد العلاج على السبب. في معظم الحالات، يكون احتقان العينين مؤقتاً ويُشفى من تلقاء نفسه.
فور تحديد السبب الكامن، يمكن أن ينصح الأطباء ببعض العلاجات المنزلية.
- يمكن للكمادات الباردة أن تساعد على تخفيف الاحمرار بالإضافة لأية حكة أو تورم. من الأمثل أن تكون الكمادة باردة وليست شديدة البرودة، وإلا ستزيد من شدة الأعراض.
- الكمادات الدافئة مفيدة أيضاً. لكن يجب أن تكون حرارتها معتدلة أو دافئة قليلاً. فإذا كانت حارة جداً فقد تُعرِّض العين للإصابة بحرقٍ أو لازدياد تهيجها. الدفئ يسرع من تدفُّق الدَّم إلى هذا الجزء من الجسم، ويمكن أيضاً أن يُساهم في ترطيب العين بشكلٍ أفضل من خلال تحفيز الجفن على إفراز المزيد من الدهن.
- الدموع الاصطناعية يمكن أن تكون مفيدة في حال نتج احتقان العين عن تهيُّجٍ أو جفافٍ. هنالك خيارات دوائية لا تحتاج لوصفة طبية ينصح الطبيب بها عادة كبداية، وفي حال عدم فعالية تلك العلاجات، فمن الممكن أن يصف خياراً أكثر فعالية. من الواجب الالتزام بتوجيهات الطبيب بدقة، والامتناع الكامل عن استخدام كمية تزيد عن الكمية الموصى بها.
ليس مستغرباً من أن تسبب العدسات اللاصقة احتقاناً مزمناً للعين. يمكن أن ينصح الأطباء بتجربة نوع آخر، أو بتجديد زوج العدسات يومياً لمعرفة ما إذا كان ذلك يساعد في الشفاء. قد تحتاج أيضاً إلى استبدال محلول العدسات، إذ من الممكن أن يكون الاحمرار ناتج ببساطة عن ردة فعل تجاه ماركة معينة من المحاليل.
بالنسبة لبعض الناس، يمكن للجفاف أن يسبب احتقان العين، لذا من المهم أن تحرص على ترطيبها بشكلٍ جيد.
الحصول على كمية كافية من أحماض الأوميغا-3 الدهنية يمكن أيضاً أن يكون مفيداً، إذ تُظهر بعض الأبحاث أن هذه المادة الغذائية قادرة على الحدِّ من الالتهابات، والالتهابات يمكنها أن تُساهم في احمرار العين.
يجب الحذر من البيئة المحيطة، لأنَّ الأرجيات وغيرها من العوامل البيئية يمكنها أن تتسبب باحتقان العين، ومن المهم أن تعرف ما إذا كانت تلك العوامل موجودة حولك. فإذا استطعت أن تحدد المؤثرات، يمكنك عندئذٍ تجنُّب العوامل التي تؤدي أكثر من غيرها إلى تهيُّج العين.
إذا عانيت من الحساسيات المزمنة، يمكن أخذ هذه العلاجات في الحسبان من أجل تخفيف الأعراض:
- أدوية الحساسية
- قطرات العين لتخفيف أعراض الحساسية
- المعالجة المناعيَّة في حال كانت أعراض الحساسية متكررة وشديدة
يُفضَّل زيارة الطبيب في حال استمرار احتقان العين لمدة طويلة أو حدوثه فجأة، فهو قادرٌ على إجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب الكامن والعلاج الصحيح.