الغمش أو كسل العين : اسباب، اعراض، تشخيص وعلاج

كسل العين، العين الكسول، أو الغمش، وهو حالة من حالات الطفولة المبكّرة حيث أنّ البصر لا يتطوّر كما يجب في إحدى عيني الطفل. يمكن أن تسبّب ذلك عدّة عوامل، بما في ذلك الحول، اختلال العضلات، أو إصابة العين.

عندما يكون المريض مصاباً بالغمش، يركّز الدماغ على العين السليمة، ويتجاهل تقريباً العين “الكسولة”. وإذا لم يتم تحفيز تلك العين بشكلٍ صحيح، فإنّ الخلايا العصبيّة المسؤولة عن الرؤية لا تنضج بشكل طبيعي.

في الولايات المتّحدة، يؤثّر الغمش على حوالي 2% من الأطفال. وهو السبب الأكثر شيوعاً للعمى الجزئي أو الكلّي في عين واحدة (العمى أحادي العين) في الولايات المتحدة.

مصطلح العين الكسول غير دقيق حيث أنّ المشكلة في كسل العين تكمن في الدماغ وليس في العين. يحدث كسل العين عندما لا تتطوّر خلايا الدماغ العصبيّة بشكل كامل بحيث لا تلتقط ما تراه العين.

حقائق سريعة عن الغمش

  • تشمل أعراض الغمش عدم وضوح الرؤية وسوء إدراك العمق.
  • العين الكسولة ليست مشكلة في العين، إنّما هي مشكلة في خلايا الدماغ العصبيّة.
  • يمكن أن يتشكّل الغمش بسبب عدّة عوامل، كاختلال العضلات أو الزرق.
  • يمكن أن يكون العلاج فعّالاً وكلّما بدأ أبكر، كّلما كان ذلك أفضل.

أسباب الغمش

أي حالة أو مرض يمنع العين من التقاط صورة واضحة ومركّزة قد يؤدي للغمش.

الغمش الحولي

الحول هو مرض تكون فيه العينان مصطفتين بشكل غير متناسق (أي أنّ إحدى العينَين لا تتّجه للشيء المرادِ النظر إليه)، إنّ البصر في العين التي يفضّل المرء الرؤية بها يكون طبيعياً في الحول. ولكن يمكن أن يحصل أن يكون البصر غير طبيعي في العين الأخرى، فيقوم الدماغ بتهميش الصورة الناتجة عن إحدى العينين، مانعاً ازدواج الرؤية. تهميش الدماغ إحدى الصور يؤدّي إلى مشكلة في تطوّر قدرة الدماغ على الإبصار، الأمر الذي يؤدّي إلى الغمش.

غمش تفاوت الانكسار

تفاوُت الانكسار هو مرض يكون فيه خلل الانكسار غير متساوٍ بين عَيْني الشخص الواحد؛ كأن يكون هناك اختلاف في قصر النظر أو بعد النظر بين عينَي الشخص الواحد، وهذا الاختلاف في الانكسار قد يؤدّي إلى ازدواج الرؤية أو إلى وهن البصر. في هذه الحالة، تعتبر العين التي تزوّد الدماغ بالصورة الأوضح هي العين السائدة، وتهمّش الصورة القادمة من العين الأخرى، مما يؤدّي إلى خلل في تطوّر جزء من الجهاز الإبصاري.

غمش نقص التنبيه

وهو أقل أشكال الغمش شيوعاً. ويحدث إذا تم منع إحدى العينين من الرؤية. وقد يرجع ذلك إلى:

  • قرحة القرنيّة، وجود ندبة، أو بعض أمراض العيون الأخرى.
  • ساد خلقي.
  • انسدال الجفن (تدلّي جفن العين).
  • الزرق.
  • إصابة العين.
  • جراحة العيون.

أعراض الغمش

 

إنّ الطفل المصاب بالغمش لا يستطيع التركيز بشكل صحيح بإحدى العينين. وفي كثير من الحالات، يعوّض كلاً من الدماغ والعين الجيّدة النقص بشكل جيد، حتى أنّ الطفل لا يلاحظ أنّ لديه مشكلة. لهذا السبب في كثير من الأحيان لا يتم الكشف عن العين الكسول بدون إجراء فحص طبي للعيون.

قد تشمل أعراض العين الكسولة ما يلي:

  • رؤية غير واضحة
  • رؤية مزدوجة
  • ضعف إدراك العمق
  • عدم قدرة العينين على العمل معاً
  • انحراف العين (صعوداً أو هبوطاً أو نحو الخارج أو الداخل)

من المهم أن يتم إجراء فحص طبي لعيون الطفل. في معظم البلدان، يحدث أوّل فحص طبّي للعين في سن 3-5 سنوات. من المهم فحص العين في وقت مبكّر خاصّة إذا وجد تاريخ عائلي في الحول، إعتام عدسة العين في مرحلة الطفولة، أو أمراض عين أخرى.

تشخيص الغمش

التشخيص المبكّر ضروري؛ ويفضّل قبل سن السادسة. لأنّ الطفل في كثير من الأحيان لا يدرك أنّ لديه مشكلة.

فحص العين الروتيني

في الدول المتقدّمة، يتلقّى الأطفال أوّل فحص عيني بين سن 3 و 5 سنوات، أو قبل أن يبدؤوا مدرسة. وهذا يعني أن معظم حالات الغمش يتم تشخيصها، ومن ثم معالجتها. إذا اشتبه طبيب العيون بأنّ الطفل لديه عين كسول، سيتم إجراء المزيد من الاختبارات قبل التوصّل إلى التشخيص.

يتم اختبار كل عين على حدا لتحديد ما إذا كان هناك أي قرب أو بعد نظر، ومدى خطورة ذلك. كما سيتم اختبار الطفل بعناية لتحديد ما إذا كان هناك انحراف في العين.

علاج الغمش

يكون العلاج أكثر فعاليّة لدى الأطفال الأصغر سناً. فبعد بلوغ الطفل سن الثامنة، ينخفض احتمال تحسّن الرؤية بشكل كبير.

هناك نهجان لعلاج العين الكسول:

  • علاج مشكلة العين الدفينة.
  • حث العين المتضرّرة على العمل، فبذلك يمكن أن تتطوّر الرؤية.

علاج مشاكل العين الدفينة

لا يعرف العديد من الأطفال الذين لديهم رؤية غير متكافئة -غير منتظمة -أنّ لديهم مشكلة في العين لأن العين الجيّدة والدماغ يعوّضان عن النقص. للأسف، تعاني العين الكسولة تدريجياً، ويتطوّر الحول.

  • النظارات:
    يتم وصف النظارات للطفل المصاب بقرب النظر أو بعد النظر. وسيتعيّن على الطفل أن يرتديها طوال الوقت حتى يتمكّن المتخصّص من مراقبة مدى فعاليتها في تحسين مشاكل الرؤية في العين الكسولة. قد تعالج النظارات أيضاً انحراف العين. في بعض الأحيان، يمكن للنظارات علاج الغمش، والاستغناء عن علاج آخر.
    بالطبع سيقول الأطفال أنّ رؤيتهم أفضل وأنّ بإمكانهم عدم ارتداء النظارات. يجب تشجيعهم على ارتدائها لكي يكون العلاج فعالاً.
  • إعتام عدسة العين
    يمكن إزالة إعتام عدسة العين جراحياً مع التخدير الموضعي أو العام.
  • انسدال الجفن
    العلاج المعتاد له هو الجراحة.

حث العين الكسول على العمل

  • الإغلاق (باستخدام رقعة)
    يتم وضع الرقعة على العين “الجيّدة” بحيث تجبر العين الكسول على العمل. وبما أنّ الدماغ لا يحصل إلا على معلومات من تلك العين، فإنه لن يتجاهلها. الإغلاق لا يخلّصك من انحراف العين، لكنّه سيحسّن الرؤية في العين الكسول.
    |تعتمد مدّة العلاج على عوامل كثيرة، بما في ذلك سن الطفل، وشدة المشكلة، ومدى الالتزام بتعليمات الطبيب. وعادةً ما يتم ارتداء التصحيح لبضع ساعات كل يوم. وينبغي تشجيع الطفل على القيام بأنشطة عن قرب أثناء ارتداء التصحيح، مثل القراءة أو التلوين أو العمل المدرسي.
  • قطرة العين أتروبين Atropine  
    يمكن أن تستخدم لطمس الرؤية في العين غير المتضررة. الأتروبين يوسع الحدقة، مما يؤدّي إلى عدم وضوح الرؤية للأشياء القريبة – وهذا يحث العين الكسول على العمل أكثر.
  • تمارين الرؤية:
    وهي تمارين مختلفة وألعاب تهدف إلى تحسين تطوير الرؤية في العين المتضررة للطفل. ويقول الخبراء أنّ هذا الأمر مفيد للأطفال الأكبر سناً. تمارين الرؤية يمكن أن تتم مع مجموعة من العلاجات الأخرى.
  • الجراحة:
    في بعض الأحيان، يتم تنفيذ جراحة العين لتحسين مظهر انحراف العين. وقد يؤدّي ذلك إلى تحسين الرؤية.

مضاعفات الغمش

  1. العمى:
    إذا لم يتم علاجه، فقد يفقد المريض الرؤية في العين المصابة. وعادةً ما تكون خسارة الرؤية هذه دائمة. وفقاً للمعهد الوطني للعين، الغمش هو السبب الأكثر شيوعاً لضعف البصر في عين واحدة لدى البالغين الشباب ومتوسطي العمر في الولايات المتحدة.
  2. تحول العين:
    الحول، حيث لا يتم محاذاة العينين بشكل صحيح، ويمكن أن يصبح دائماً.
  3. الرؤية المركزية:
    إذا لم يتم التعامل مع الحول خلال مرحلة الطفولة، وقد لا تتطوّر الرؤية المركزية للمريض بشكل صحيح. وقد تؤثّر المشكلة في قدرتهم على القيام بمهام معيّنة.