التهاب العنبة : ماهي أسباب التهاب العنبة ؟

التهاب العنبة إن العنبة هي الجزء المتوسط من العين، واشتُق تعبير العنبة من الكلمة اللاتينية التي تعني العنب، والجزء الأمامي من العنبة يتضمن القزحية والجسم الهدبي، أما القسم الخلفي فيضم المشيمية.

التهاب المنطقة الأمامية للعنبة يسمى التهاب البيت الأمامي للعنبة، ويرادفه التهاب القزحية، وعندما يُصاب الجسم الهدبي يدعي التهاب القزحية والجسم الهدبي، أما التهاب البيت الخلفي فتوجد له عدة مفردات، منها التهاب العنبة الخلفي أو التهاب المشيمية أو التهاب الشبكية والمشيمية.

أسباب التهاب العنبة

يمكن تصنيف الأسباب في أربع مجموعات، اعتماداً على الآلية الإمراضية والمجموعات هي:

  • إنتانية.
  • أمراض مناعية ذاتية.
  • متلازمات محصورة مبدئياً في العين.
  • Masqerade المتلازمات الخفية.

إن 40% من المرضى لديهم التهاب عنبة مسبّب بفعل الأمراض المناعية الذاتية، وهناك 30% من مرضى التهاب العنبة لم يُوضعوا في مجموعات معروفة سببياً بشكل جيد.

وهناك استعداد وراثي لدى بعض المرضى لحدوث التهاب العنبة، وقد دُرس هذا الموضوع لدى 76 توءم حقيقي لديهم التهاب عنبة أمامي، وُجد ترابط هام بين التهاب العنبة ومكان محدّد على الكروموسوم 9، وقد تضمنت هذه الدراسة نسبة كبيرة من مرضى الفقار المقسط، كما وجدت علاقة سابقة بين مكان محدد على HLA-B والتهاب العنبة.

الأسباب الإنتانية لالتهاب العنبة:

تتضمن الأسباب الإنتانية لالتهاب العنبة، الإصابات الجرثومية، الإنتان بالملتويات، الإنتان الفيروسي، الإنتان الفطري والطفيلي، وهذه الإنتانات تحمل صفات مميزة وتحدث لدى مجموعات سكانية محددة.

الفيروس المضخم للخلايا CMV:

وجد مسبباً لالتهاب العنبة لدى البالغين المضعفين مناعياً بشكل خاص، وتحديداً مرضى الإيدز ممن لديهم تعداد منخفض من CD4، والدراسات الحديثة صنفت فيروس CMV كسبب غير شائع لالتهاب العنبة الأمامي لدى المضعفين مناعياً.

التوكسوبلاسموز:

يعتبر سبب مهم لالتهاب العنبة الأمامي لدى المضيف الطبيعي، وفي كثير من الحالات يكون الإنتان خلقياً، وتظهر إصابات مشيمية شبكية، والتشخيص يعتمد على التحليل المصلي.

الشكل (45) يظهر إصابة الشبكية بالتوكسوبلاسموز.

معظم الندب المشيمية الشبكية بسبب التوكسوبلاسموز تكون بسبب إنتان حدث أثناء الحمل، ويُعتبر التندب دليلاً على إنتان فعّال.

الشكل (46) يظهر تندب في الشبكية بسبب إصابة قديمة بالتوكسوبلاسموز.

السفلس:

يعتبر سبباً لالتهاب العنبة الأمامي في أقل من 1% من الحالات، وقد يسبب أشكال عديدة لالتهاب العنبة الخلفي، منها التهاب المشيمية والتهاب أوعية الشبكية.

التدرن:

يعتبر سبباً غير شائع لالتهاب العنبة في أمريكا الشمالية، ويجب أن يوضع التدرن كتشخيص تفريقي في حالات التهاب العنبة الغير مستجيبة على العلاج بالسترويئدات، العديد من المظاهر الأخرى تدعم تشخيص التدرن مثل الدنف ونقص الوزن والورم الحبيبي.

فيروس النيل الغربي:

يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية بفيروس النيل الغربي التهاب شبكية ومشيمية إضافة لالتهاب أوعية الشبكية، ويعتبر التهاب العنبة من أكثر المظاهر شيوعاً لهذه الإصابة الفيروسية التي يمكن أن تكون لا عرضية.

الحلأ البسيط و النطاقي:

يمكن أن يسبب كل من الحلأ البسيط والحلأ النطاقي، التهاب عنبة وقرنية مرافق، والتي تصيب القسم الأمامي منها، كما يسببان التهاب شبكية يعرف بتنخر الشبكية الحاد، وهو نادر لكن يعتبر كسبب من أسباب فقدان البصر.

إنّ تشكل الحويصلات الجلدية والتبدلات القرنية الوصفية، تنقص من حس القرنية وترفع الضغط داخل العين ، ويدلنا ضمور القزحية نحو التشخيص.

الأمراض الالتهابية الجهازية:

يرتبط التهاب العنبة بوجود أمراض التهابية جهازية، وبالتالي يعتبر مظهر للعديد من الأمراض الجهازية.

التهاب المفاصل الفقرية:

يعد التهاب المفاصل الفقرية (SPA) مثل: التهاب الفقار اللاصق والتهاب المفاصل الارتكاسي، من أشيع الاضطرابات المناعية الجهازية المرتبطة بالتهاب العنبة في أمريكا الشمالية وأوروبا.

الشكل (47) يظهر التهاب مفاصل فقرية، الشكل (48) يظهر التهاب الفقار المقسط.

ما يقارب 20-40% من المرضى الحاملين ل(HLA-B27) يمكن أن يطوروا التهاب عنبة مفاجئ، والذي يعد أشيع المظاهر الأولية للأمراض الجهازية.

ويبدو أنّ التهاب العنبة الناجم عن التهاب المفاصل الفقرية أكثر شيوعاً لدى الذكور من الإناث بنسبة 2/1.

التهاب العنبة الناجم عن (SPA) عادةً أحادي الجانب، ويميل للشفاء خلال 3 أشهر من بداية الإصابة، كما يشيع النكس هنا ويمكن أن يصيب العين الأخرى، ومن السهل تشخيص هذا الشكل من التهاب العنبة.

الشكل (49) يظهر التهاب عنبة أمامي لدى مريض بداء الفقار اللاصق.

فالمرضى المصابين بالتهاب عنبة أمامي ناكس لا عرضي، أو المشخّص لديهم (SPA) الذين يحملون (HLA-B27)، كل أولئك لا يُبدون صورة سريرية متكاملة ووصفية ل (SPA).

أظهرت الفحوصات بالأمواج فوق الصوتية وجود علاقة وثيقة بين التهاب العنبة الأمامي الحاد والناكس، وبين الإصابة بالتهاب الأوتار والأربطة، على الرغم من غياب الأعراض السريرية لاعتلال المفاصل الفقرية.

يمكن أن يتطور التهاب العنبة عند:
  • 7% من مرضى التهاب المفاصل الصدفي.
  • 2-9% من مرضى الداء المعوي الالتهابي (IBD) مثل داء كرون أو التهاب الكولون القرحي.
  • يرتبط التهاب العنبة بوجود حملة (HLA-B27) عند ما يقارب 45% من الحالات المصابة بالداء المعوي الالتهابي.
  • وبشكل مخالف لالتهاب العنبة الناجم عن (SPA) فإن التهاب العنبة المرافق ل (IBD) أو التهاب المفاصل الصدفي

فتكون الإصابة مزمنة ثنائية الجانب عادةً، في القسم الخلفي للعدسة، بشكل مخاتل، وأكثر شيوعاً عند النساء من الذكور.

الشكل (50) اصابة المفاصل السلامية في التهاب المفاصل الصدفي.

ما يقارب %75 من المرضى المصابين بالتهاب العنبة و(IBD) يصابون بالتهاب مفاصل، حيث تكون الإصابة محورية و/أو محيطية ولذلك فإنه يقلد بمظاهره هذه اعتلال المفاصل الفقرية.

وفي دراسة أجريت ل 17 مريض من مرضى (IBD)، فإن 10 من 17 من هؤلاء المرضى، سيصابون بالتهاب عنبة يسبق علامات (IBD).

الساركوئيد:

أظهرت دراسة لأكثر من حالة من مرضى التهاب العنبة، وجود الساركوئيد الذي يفسّر نسبة محددة من هذه الإصابة، وتقريباً 20% من المرضى سيصابون بمرض عيني كمقدمة لإصابتهم بالساركوئيد.

  • يمكن أن تأخذ الإصابة العينية عدة أشكال:
    التهاب العنبة.
  • العين الجافة.
  • التهاب العصب البصري.
  • التهاب الجفن.
  • إصابة الحجاج.

الشكل (51) يظهر التهاب عنبة أمامي في الساركوئيد.

ويرتبط التهاب العنبة عند مرضى الساركوئيد بالتهاب أوعية الشبكية، والتي إما أن تكون إصابة ما حول وعائية أو ضمن وعائية.

ويمكن أن تدوم هذه الإصابة العينية رغم زوال اعتلال العقد اللمفية.

الشكل (52) اعتلال عقد لمفاوية منصفية ثنائية الجانب.

داء بهجت:

يطوّر حوالي 80% من مرضى بهجت إصابة عينية بالتهاب العنبة، ويُعد التهاب العنبة هو المظهر المسيطر في هذا المرض، ويكون ثنائي الجانب عادة، ويؤدي التهاب العنبة إلى العمى بشكل نموذجي عندما يهمل المريض ولا يعالج، ويعتبر التهاب أوعية الشبكية هو أكثر المظاهر وجوداً في داء بهجت.

الشكل (53) يظهر التهاب عنبة خلفي مع التهاب أوعية شبكية.

الالتهاب الأنبوبي الخلالي (الكلوي) المترافق بالتهاب العنبة (TINU):

وهي متلازمة غير شائعة، وكثيراً ما تحدث عند المراهقين والشابات من النساء، والذين يبدون موجودات وأعراض جهازية إضافية بما في ذلك:

  • حمى.
  • ألم عضلي.
  • فقر دم معتدل.
  • اضطراب وظائف الكبد.

وقد يصاب المرضى بنكس أو إزمان التهاب العنبة، وبما أنّ التهاب الأنابيب الكلوية الخلالي والتهاب العنبة يمكن أن يترافقوا مع الساركوئيد ومتلازمة جوغرن، لذا المرضى المصابين بمتلازمة (TINU) يجب أن يتم تقييمهم بشكل جيد.

التهاب المفاصل الرثياني الشبابي (JRA):

قد يرتبط التهاب العنبة ب (JRA) وخاصةً عند مرضى (pauciarticular) وإيجابيي أضداد النوى، ويشيع التهاب العنبة عند الأطفال الشباب ويمكن أن يكون غير عرضي لدى المرضى الكبار.

الشكل (54) يظهر تورم المفاصل بفعل الداء الرثياني وصداف في الجلد.

يتميز التهاب العنبة في (JRA) بأنه ثنائي الجانب عادةً، أمامي، ذو بداية مخاتلة وسير مزمن، ويتعلق إنذار الإصابة العينية عادةً بالاختلاطات المصادفة مثل:

  • اعتلال القرنية الحزمي، كما تظهر في الشكل التالي:

الشكل(55)

  • الالتصاقات الخلفية للقزحية، وتظهر في الشكل التالي:

الشكل(56)

  • تشكل الساد، كما تظهر في الشكل:

الشكل (57)

  • الزرق.

وقد يدوم التهاب العنبة لعقود حتى بعد زوال الإصابة المفصلية.

داء كاوازاكي:

يمكن أن يشمل الإصابة بالتهاب عنبة أمامي معتدل، والذي يترافق بالتهاب ملتحمة.

التهاب الغضاريف الناكس:

هناك نسبة عالية من المرضى المصابين بالتهاب الغضاريف العديد الناكس، حيث يبدون إصابة عينية مرافقة، وتحدث بأشكال عديدة بما فيها:

  • التهاب ما فوق الصلبة.
  • التهاب الصلبة.
  • التهاب العنبة.

الشكل (58) يظهر التهاب العنبة لدى مصاب بالتهاب الغضاريف الناكس.

متلازمة جوغرن:

هناك نسبة قليلة من المرضى يطورون التهاب عنبة أمامي أو خلفي مزمن، ومن الممكن أن ينجم عن هذا الالتهاب جفاف العين الثانوي.

الشكل (59) يظهر التهاب عنبة مزمن، الشكل (60) يظهر التهاب عنبة أمامي

والشكلان التاليان يظهران مظاهر متلازمة جوغرن، إلى اليمين ضخامة الغدد النكفية المتناظر، وإلى اليسار يظهر جفاف المفرزات العينية والفموية.

الشكل (61) الشكل (62)

الذئبة الحمامية الجهازية (SLE):

يمكن أن تشمل الإصابة العينية هنا أشكال متنوعة، هي:

  • جفاف العين: هو المظهر الأكثر شيوعاً.
  • بقع ندف القطن: تحدث عند %70 من المرضى، وتشير إلى نقص تروية موضعي في الشبكية.
  • التهاب العنبة الأمامي: وهو مظهر نادر الإصابة.

التهاب الأوعية:

ويرتبط التهاب العنبة عادةً بالتهابات الأوعية الجهازية، بما فيها التهاب الشرايين المتعدد وحبيبوم واغنر.

ومن المظاهر النموذجية المهددة للبصر في داء واغنر كل من: التهاب الصلبة وأمراض الحجاج.

كما أن التهاب الأوعية الحبيبومي الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي يمكن أن يكون مصحوباً بالتهاب العنبة.

متلازمة VKH) vogt-koyanagi-harada):

تشكل هذه المتلازمة السبب الثاني لالتهاب العنبة في اليابان بعد متلازمة بهجت، ويعتقد أن (VKH) عبارة عن مرض مناعي ذاتي يتظاهر بالتهاب عنبي خلفي ثنائي الجانب، مع تجمع واضح لسائل تحت الشبكية، مما يؤدي إلى انفصال الشبكية.

هذا الانفصال الشبكي الحاصل يشابه ما يحدث في الاعتلال المصلي للشبكية والمشيمية المركزي، وهو اضطراب نادر مرتبط باستخدام الستيروئيدات السكرية.

يمكن أن يتطور البهق لدى مرضى (VKH)، وpoliosis (وهو فقدان اللون في بقعة من الشعر)، والتهاب سحايا عقيم، الصلع، وإصابة العصب القحفي الثامن.

وهناك علاقة وثيقة بين (VKH) وحملة HLA class II خاصة مع (HLA-D وأليل DR4).

متلازمة بلو (Blau syndrome):

وهي أحد أندر أشكال التهاب العنبة، وينتقل هذا المرض بصفة جسمية قاهرة، ويتظاهر بحبيبومات التهابية في العنبة، الجلد والمفاصل.

ترتبط العديد من أشكال التهابات العنبة بالأمراض الجهازية أو الأمراض الإنتانية، إلا أنّ هناك متلازمات متنوعة لالتهاب العنبة تحدث بدون وجود إنتان أو إصابة خارج عينية.

الشكل(63) يظهر التهاب عنبة عند مريض لديه متلازمة بلو.

التهاب الجسم الهدبي:

وهو شكل شائع نسبياً لالتهاب العنبة، حيث يتميز بتراكم المواد الالتهابية في المنطقة الملساء للجسم الهدبي pars plana (وهي الجزء من العين الموجود ما بين الشبكية والجسم الهدبي) وبالتالي تعتبر كموقع تشريحي وصفي لتوضع الالتهاب.

الشكل(64) يظهر الموقع التشريحي للجسم الهدبي.

يُدعى التهاب الجسم الهدبي بالتهاب العنبة المحيطي، وهو عبارة عن التهاب معتدل، لا يرتبط التهاب الجسم الهدبي عادةً بالأمراض الجهازية، لكن يمكن أن يكون مظهر لأحد الإصابات الجهازية كالتصلب العديد أو الساركوئيد.

الشكل (65) يظهر التهاب الجسم الهدبي.

إن ارتباطه مع التصلب العديد، يشير لوجود قصة إصابة عصبية لدى المريض وبشكل خاص يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ عند هؤلاء المرضى، ويفضل إجراء (MRI) فقط لأولئك المرضى ممن لديهم أعراض عصبية وللمرضى ذوي الخطر العالي للإصابة بالتصلب العديد.

العين الودية:

عبارة عن التهاب يصيب العين السليمة لدى نسبة قليلة من المرضى، ممن أصيبوا برض ثاقب لإحدى العينين، يبدأ عادةً بالتهاب عنبة أمامي خلال أسبوعين إلى سنة من الإصابة الرضية، ويعتقد أنه ناجم عن استجابة مناعية ذاتية للمستضدات الشبكية.

الشكل (66) العين الودية.

الشكل (67) يظهر التهاب عنبة أمامي بالعين الودية.

اعتلال المشيمة (Birdshot):

وهو التهاب عنبة خلفي مزمن ثنائي الجانب، ناجم عن تجمعات التهابية بؤرية متعددة، والتي تشبه (Birdshot pellets).

%95 من المرضى المصابين بهذا المرض يحملون مستضد HLA-A29، ويقارب %30 من مرضى التهاب العنبة لديهم مرض لا يلائم أي إمراضية سببية ظاهرة.

وهؤلاء بهذه الاضطرابات (التي تدعى التهاب العنبة مجهولة السبب) وقد يصابون بالساركوئيد المحدد بالعين.

أسباب أخرى لالتهاب العنبة:

الأدوية أو ارتكاسات فرط التحسس، وهي أسباب نادرة لالتهاب العنبة.

والأدوية التالية قد تكون مسؤولة عنه:

Rifabutin:

يُستخدم لعلاج الإنتانات الميكوباكتريا النموذجية، وكثيراً ما يكون له علاقة بالتهاب العنبة الأمامي، ويزول الالتهاب على الرغم من استمرار تعاطي الدواء، وهذا يقترح أنّ هذه الحديثة ناجمة عن ارتكاس فرط الحساسية تجاه أشلاء العضويات الجرثومية المحرضة بتناول الصادات.

Cidofovir:

مضاد فيروسي، وكثيراً ما يؤدي لالتهاب العنبة.

Bisphosphonates:

وهي سبب واضح لالتهاب العنبة (خاصة عندما تعطى وريدياً).

التصلب العديد (MS):

وغالباً ما يرتبط الإصابة بإحداث التهاب العصب البصري، كما يمكن أن تسبب التهاب عنبة أمامي حبيبومي أو التهاب جسم هدبي.

والنساء المصابون بالتهاب الجسم الهدبي المترافق بارتشاح وعائي بمحيط الشبكية (ما يعرف بالتهاب ما حول الأوردة) يرتفع خطر الإصابة لديهم بالتصلب العديد إلى %30.

التهاب العنبة المناعي:

وهي ظاهرة غالباً ما تحدث بعد الاستخدام لعلاج الفيروسات الرجعية بجرعات عالية، كما في الإصابة ب (HIV)، وهذه الظاهرة تتبع بالمتلازمة الالتهابية المناعية (IRIS) لذا يتم مراقبة تعداد CD4 في الخلايا التائية خلال هذه المعالجة، بينما بعض المرضى المصابين بالتهاب شبكية ب CMV يطورون التهاب باطن العين، ومن المفترض أنه عائد للاستجابة المناعية المحفزة.

Masqerade المتلازمات الخفية:

وهي مجموعة من الحدثيات الغير إنتانية، التي تشخص خطأً بأنها حدثية التهابية وأغلبها تعود للخباثات، وأكثر هذه الخباثات شيوعاً التي تسبب التهاب عنبة لدى البالغين هي:

اللمفوما خاصةً من نمط B، والتي تنحصر إصابتها في العين والجهاز العصبي المركزي، وغالباً ما تكون الإصابة العينية ثنائية الجانب، وبشكل عام ذات بداية مخاتلة كما في الأجسام السابحة.

ويصعُب تشخيص اللمفوما العينية، لكن يُفترض أنْ نشك بها بحال تعنيد الإصابة على المعالجة بالكورتيكوستروئيدات، وجود الأعراض العصبية وعندما يبدأ التهاب العين الخلفي الثنائي الجانب بعمر بعد 45 سنة.


أعراض التهاب العنبة

تعتمد الأعراض على منطقة الإصابة في السبيل العنبي، ففي التهاب العنبة الأمامي يترافق بألم، احمرار العين، وتكون هذه الأعراض خفيفة عند بداية الإصابة وذو بداية مخاتلة (كما في التهاب المفاصل الرثياني الشبابي)، وتتعلق درجة فقدان البصر بتنوع التهاب العنبة.

وبالمقابل فإنّ التهاب العنبة الخلفي والمتوسط لا يترافق بالألم عادةً، ولكن ينجم عنه تبدلات عينية كالأجسام الطافية أو نقصان حدة البصر، كما تحدث هذه الأجسام السابحة المرئية في الساحة البصرية بسبب عملية غير التهابية، كما هو الحال عند غير المسنين بدون وجود أي مرض عيني.

ولا يُعد احمرار العين عرض بارز في الالتهاب الخلفي، إلّا بحال ترافقه مع التهاب عنبة أمامي.

وعليه يُعتبر التهاب العنبة الأمامي أكثر شيوعاً ب 4 مرات من الخلفي.

احمرار العين:

معظم مرضى التهاب العنبة الأمامي يشكون من احمرار العين، لكن هذه العلامة يجب تمييزها عن الأسباب الأخرى لاحمرار العين مثل:

التهاب القرنية، التهاب الملتحمة، التهاب أوعية مافوق الصلبة أو الصلبة، الزرق الحاد مغلق الزاوية.

ففي التهاب القزحية (التهاب عنبة أمامي):

يتميز احمرار العين هنا بظهوره في البداية عند الحواف (منطقة اتصال القرنية بالصلبة )، ويترافق بتقبّض الحدقة والألم.

الشكل (68) يظهر احمرار عين شديد لدى مريض بالتهاب عنبة أمامي.


تشخيص التهاب العنبة

  • بشكل أساسي، يمكن تفريق التهاب القزحية عن أسباب احمرار العين الأخرى عن طريق المصباح الشقي، وهذا

الفحص يسمح برؤية القسم الأمامي للعين.

  • عادةً لا يُكشف وجود كريات بيض في الخلط المائي بشكل طبيعي، بينما كَشف وجودها يُقدّر بسهولة بالمصباح

الشقي، ويُعتبر مشخِّص لالتهاب العنبة الأمامي.

  • تمّ وصف العتامة المتشكلة عن هذا الالتهاب وسميت ب (Flare)، والتي كشفت بالفحص بالمصباح الشقي، وهي

ناجمة عن تراكم بروتينات في الخلط المائي بشكل تالٍ لإصابة الحاجز الدموي المائي.

  • وبالمقارنة مع التهاب العنبة الأمامي، فإنّ الالتهاب المتوسط والخلفي يشخص بالرؤية المباشرة لالتهاب الشبكية

والمشيمية الفعّال، أو بكشف وجود الكريات البيض في الخلط الزجاجي بالفحص العيني.

  • ويتم تحديد النتائج إما باستخدام المصباح الشقي بالمشاركة مع عدسات خاصة لتركيز الشعاع الخلفي للعدسة، أو

بطريقة غير مباشرة بواسطة منظار العين والعدسات المحمولة.

  • يحتاج استكمال الفحص العيني الخلفي إلى تقنية تدعى (sclera depression)، وهذه المناورة تسمح للفاحص

بالبحث عن إفرازات على المنطقة الملساء للجسم الهدبي، وهذه الإفرازات (snow banks) هي سمة شائعة نسبياً لالتهاب العنبة المتوسط، أي التهاب المنطقة الملساء للجسم الهدبي.

الشكل (69) يظهر احمرار عين لدى مريض بالتهاب عنبة أمامي.


مضاعفات التهاب العنبة

يرتبط التهاب العنبة بالعديد من الاختلاطات والتي تتضمن:

  • اعتلال القرنية الحزمي (ترسّب الكالسيوم في ظهارة القرنية).
  • الالتصاقات الخلفية للقزحية (التصاق القزحية بالعدسة الواقعة خلفها).
  • الساد (الناجم عن الالتهاب عند بعض المرضى أو العلاج بالكورتيكوستيروئيدات عند البعض).
  • الإصابة بالزرق.
  • الوذمة الكيسية للبقعة الصفراء ( تراكم السوائل في المنطقة البصرية المركزية من الشبكية).

الشكل (70) يظهر اعتلال القرنية الحزمي.

الشكل (71) يظهر التصاقات خلفية في القزحية.

ويختلف خطر حدوث هذه المضاعفات اعتماداً على مصدر المرض، ومثال ذلك:

التهاب العنبة في سياق التهاب المفاصل الرثواني الشبابي، كثيراً ما يتلوه اعتلال قرنية حزمي.


الاختبارات التشخيصية لالتهاب العنبة

  • تبدأ المقاربة المنهجية لمريض التهاب العنبة وبدون إمراضية معروفة بإجراء صورة صدر شعاعية، للبحث عن أي

دليل لوجود الساركوئيد أو أي إنتان مسبّب لالتهاب العنبة مثل السل، كما يتم إجراء الاختبارات المصلية للزهري.

  • وفي حال غياب العلامات السريرية لبعض الاضطرابات، فلا تُجرى اختباراتها كالاختبارات المصلية للذئبة الحمامية،

داء لايم والاختبارات الجلدية للسل.

الشكل (72) يظهر اختبار سل إيجابي.

  • ولا تُجرى الاختبارات الكاشفة ل (HIV) بشكل روتيني لتقييم مريض بالتهاب عنبة، ولكن يجب أن تجرى عند

المرضى المصابين بأمراض انتهازية أو عدوى محتملة أو سبب مناعي لالتهاب العنبة، والتي لا تستجيب للعلاج بالطريقة المتوقعة، ويعتبر الساركوئيد من أكثر الأسباب المجهولة السبب لالتهاب العنبة.

  • ففي دراسة أجريت لنساء بعمر ما بين 61-83، وُجد: 57% ممن لديهم التهاب عنبة يعانون من اعتلال عقد لمفاوية

في التصوير المقطعي للصدر (CT)، على الرغم من عدم ملاحظتها على صور الصدر الشعاعية الروتينية.

  • لذا المرضى سلبيي الصور الشعاعية البسيطة يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار إجراء (CT) للصدر عندما يكون

التشخيص غير واضح.

  • كما أنّ كل من موقع وحدّة الإصابة، واستجابة المريض للعلاج، يمكن أن تساعد في توجيه التشخيص وإجراء

الاختبارات المناسبة، كمثال على ذلك:

يقترح التهاب العنبة الأمامي الحاد أحادي الجانب احتمال الإصابة باعتلال المفاصل الفقرية.

بينما يقترح التهاب العنبة الأمامي والخلفي المزمن ثنائي الجانب، احتمال الإصابة بالساركوئيد.

كما ينبغي أن تؤخذ الأخماج الانتهازية بعين الاعتبار عند مريض مضعف مناعياً.

  • يمكن أن يكون الخمج سبباً لالتهاب العنبة لدى المرضى الذين سبق أن زُرعت لديهم عدسة داخل العين، أو تم بزل

الخلط الزجاجي لديهم، ونادراً ما تجرى دراسة خلايا الخلط الزجاجي عند بعض المرضى لاستبعاد لمفوما العين، كما يمكن أن تُجرى خزعة الشبكية.

  • وما يساعد على وضع التشخيص في الوقت المناسب هو إجراء اختبار (PCR) باكراً في التهابات باطن العين، وعند

الشكّ بالتهاب الشبكية الإنتاني حيث يُجرى لعيّنة من السوائل العنبية لكشف أنواع محددة من الأخماج كما في الحلأ البسيط والحلأ النطاقي.


مقاربة مريض التهاب العنبة

  • تعتبر القصة المفصّلة هي الخطوة الأكثر أهمية في التقييم المبدئي للمريض، بالإضافة لوجود الأعراض الدالة على

التهاب العنبة.

  • وباستعراض السوابق المرضية لدى المريض، ينبغي أن يتضمّن أسئلة حول خطر الإصابة بفيروس (HIV).
  • وبشكل عام، عندما يكون التهاب العنبة ناجم عن اضطرابات جهازية فإنّ التشخيص سيكون واضحاً من خلال بداية

الإصابة والفحص الفيزيائي.

  • وتُجرى المقاربة الجهازية باستخدام اختبارات إضافية، ودلائل من تاريخ المريض وفحصه الفيزيائي، وهذا بإمكانه أن

يحدد الاضطرابات الكامنة عندما تكون الموجودات غير واضحة، ويمثل كل من الساركوئيد والزهري أشيع هذه الاضطرابات الكامنة.


الخلاصة بالنسبة لالتهاب العنبة

إنّ كشف وجود كريات بيض في الغرفة الأمامية للعين، مشخّص لالتهاب العنبة الأمامي.

كما أنّ كشف وجودها في الخلط الزجاجي أو دلائل على التهاب شبكية ومشيمية فعّال يكون مشخصاً لالتهاب العنبة المتوسط والخلفي على التتالي.

ما يقارب %30 من المرضى المصابين بالتهاب العنبة، ليس لديهم أي إمراضية إنتانية مسببة، بينما بعض الأنماط المميزة كالتهاب المنطقة الملساء للجسم الهدبي تكون مرتبطة بالأمراض الجهازية، ويجب أن تؤخذ بالاعتبار الإنتانات التي تمّ علاجُها كأسباب محتملة لالتهاب العنبة.

وتُعتبر الإصابة بفيروس (CMV) من أهم الأسباب عند مرضى HIV.

يمكن أن تؤثر الإصابة بالمقوسات على كلٍّ من الثوي الطبيعي والمضعف مناعياً.

قد تكون الإنتانات الأخرى المتعددة ذات علاقة سببية بالتهاب العنبة كذلك.

وترتبط مختلف الأمراض الالتهابية الجهازية بالتهاب العنبة، بما فيها:

  • اعتلال المفاصل الفقرية (التهاب الفقار اللاصق، التهاب المفاصل الصدفي، التهاب المفاصل الارتكاسي).
  • الأدواء المعوية الالتهابية IBD.
  • الساركوئيد.
  • داء بهجت.
  • التهاب المفاصل الرثياني الشبابي JRA.

وكثيراً ما ترتبط الإصابة بالتصلب العديد بالتهاب العصب البصري، كما قد تسبب التهاب العنبة، وقد يحدث الارتشاح الخلوي في بعض الأمراض غير الالتهابية كما في الاضطرابات الدموية التكاثرية اللمفية، ويمكن أن تتظاهر لمفوما الجهاز العصبي المركزي بالتهاب العنبة.

وتعتمد الأعراض في التهاب العنبة على الجزء المتضرر من الجهاز العنبي كالتالي:

  • فالالتهاب العنبي الأمامي يسبب: ألم واحمرار في العين.
  • الالتهاب العنبي المتوسط أو الخلفي يسبب: ألم أكثر شدة، ويترافق غالباً بوجود الأجسام الطافية و / أو درجات مختلفة من فقدان البصر.
  • بالمقابل فإن فقدان البصر قد يحدث في جميع أنماط التهاب العنبة سواء الأمامي، المتوسط أو الخلفي.

ويفيد كل من المصباح الشقي ومنظار قعر العين في تحديد وجود التهاب العنبة.

يجب أن يشمل الفحص إصابات الصلبة لتقييم الالتهاب، خاصةً خلف العدسة (المنطقة الملساء من السبيل العنبي).

والقصة السريرية المفصلة هي أهم خطوة لتشخيص الأمراض الجهازية المسببة للمرض.

وبما أن هناك علاقة وثيقة بين التهاب العنبة (في المنطقة الملساء للجسم الهدبي) وبين التصلب المتعدد، لذا ينصح بإجراء تقييم عصبي لمثل أولئك المرضى.

ويقترح إجراء صور صدر شعاعية واختبارات مصلية للزُّهري، لدى المرضى المصابين بدون وجود سبب واضح.

ويُضاف للاختبارات التشخيصية، إجراء CT للصدر، تقييم لاستبعاد الإنتانات الأخرى، والأمراض الالتهابية الجهازية، والتصلب العديد أو الارتكاسات الدوائية.


 

اترك تعليقاً