نظرة عامة على مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
تنتمي هذه العقاقير لمجموعة دوائية تدعى مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
و تستخدم هذه العقاقير في تخفيف الألم و تهدئة حدة الإلتهاب و علاج الحمى.
و تعتبر هذه العقاقير من أكثر الأدوية إستخداماً بين البالغين و الأطفال، و تتوافر العديد من العقاقير المختلفة في هذه المجموعة.
و نظراً لشيوع إستخدام هذه الأدوية فكان لزاماً علينا معرفة كيفية إستخدامها و الجرعات المناسبة و الأعراض الجانبية الممكنة.
آلية عمل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
تعمل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على تخفيف الألم و الإلتهاب و الحمى عن طريق تثبيط إنزيمات الأكسدة الحلقية (سيكلوأوكسيچيناز) و التي تشارك في إنتاج البروستاجلاندين و تسهم البروستاجلاندين بصورة كبيرة في إحداث الإلتهاب و الحمى.
كما يعزى كثير من الأعراض الجانبية لهذه المجموعة الدوائية لتثبيط هذه الإنزيمات.
أنواع و أسماء مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
يوجد نوعان من هذه المجموعة الدوائية: نوع متخصص و نوع غير متخصص.
و يعتمد إطلاق هذين المصطلحين على قدرة النوع الواحد على تثبيط أنواع خاصة من إنزيمات الأكسدة الحلقية.
مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية الغير المتخصصة:
يقوم هذا النوع بتثبيط إنزيمات الأكسدة الحلقية 1و 2 بدرجة بالغة.
و يشتمل هذا النوع على العقاقير شديدة الفاعلية مثل الساليسيلات(الأسبيرين) و الإيبوبروفين (بروفين) و الديكلوفيناك (الفولتارين و الكاتافلام) و البيروكسيكام (البركسين و الفلدين) و الإندوميثاسين.
مضادات الإلتهاب غير الستيرودية المتخصصة:
يقوم هذا النوع بتثبيط إنزيم الأكسدة الحلقية 2، و الذي يتواجد في أماكن الإلتهاب دون غيرها من الأماكن، أكثر من تثبيطه لإنزيم الأكسدة الحلقية 1، و الذي يتواجد طبيعياً في المعدة و الصفائح الدموية و الأوعية الدموية.
و يعتبر هذا النوع ذو فاعلية مماثلة لمضادات الإلتهاب غير الإستيرودية الغير المتخصصة و لكنه لا يصاحب بإحتمالية حدوث الأعراض الجانبية المعدية المعوية كما في العقاقير الغير متخصصة و الذي يعزى لتثبيط إنزيم الأكسدة الحلقية 1.
و تشتمل هذه المجموعة على عقار السيليكوكسيب (السيليبريكس و الأريثريكس و السيلوكسيب).
و ينصح بإستخدام هذا النوع في المرضى المعرضين للإصابة بإضطراب الجهاز الهضمي و قرحة المعدة و نزيف الجهاز الهضمي عند إستخدام مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية الغير المتخصصة و لكن هذا النوع لايمنع حدوث قرحة المعدة الناتجة عن الأسباب الأخرى.
الأعراض الجانبية ل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
يتعاطى معظم المرضى هذه العقاقير بأمان و رغم ذلك قد تحدث بعض الأعراض الجانبية من أشهرها الأعراض الجانبية على الجهاز الهضمي و الكلى و الكبد. و تتضمن الأعراض الجانبية الآتي:
- الجهاز الهضمي:
تعتبر الأعراض الجانبية على الجهاز الهضمى من أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً. قد يؤدي إستخدام هذه العقاقير لفترة قصيرة إلى حدوث إضطراب بالمعدة و سوء الهضم و إرتجاع بالمريء أو إسهال لكن إستخدامها لفترة طويلة لاسيما بجرعات كبيرة قد يؤدي إلى الإصابة بقرحة و نزيف المعدة علاوة على ما سبق.
- الكبد:
قد يؤدي إستخدام هذه العقاقير لفترة طويلة لاسيما بجرعات كبيرة إلى الإضرار بالكبد لذلك قد ينصح بمراقبة وظائف الكبد عن طريق إختبارات الدم في بعض الحالات.
- الكلى:
قد يؤدى إستخدام هذه العقاقير ;و لو حتى لفترة قصيرة; إلى الإضرار بالكلى خاصة في أولئك الذين يعانون من أمراض الكلى و البول السكري. لذلك يستوجب مراقبة ضغط الدم و وظائف الكلى على الأقل سنوياً و بمعدل أكثر إذا أستدعت حالة المريض.
- طنين الأذن:
يشيع حدوث طنين الأذن في المرضى الذين يتعاطون جرعات مفرطة من الأسبيرين أكثر من المطلوبة ولكنه من الممكن أن يحدث أيضاً فى المرضى الذين يتعاطون العقاقير الأخرى من نفس المجموعة الدوائية. و عادة ما يتحسن هذا الطنين عند الإقلال من الجرعة الدوائية.
- الجهاز العصبي:
قد تتسبب بعض مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية مثل الإندوميثاسين في حدوث صداع و دوار لاسيما في كبار السن.
مضادات الإلتهاب غير الستيرودية و بعض الحالات المرضية
الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض و أولئك الذين يتعاطون العديد من الأدوية الأخرى أكثر عرضه من غيرهم لمضاعفات هذه المجموعة الدوائية.
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية و أمراض القلب و الأوعية الدموية:
و يتوجب الحذر عند إستخدام مضادات الإلتهاب غير الستيرودية المتخصصة و بعض مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية الغير المتخصصة في المرضى ذوي التاريخ المرضي للذبحة القلبية و قصور الشرايين التاجية و النوبات القلبية و السكتة الدماغية و ضيق شرايين المخ و هؤلاء الذين هم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بتلك الأمراض حيث أنه وجد أن بعض العقاقير قد تزيد من إحتمالية تخثر (تجلط) الدم في بعض المرضى. لذلك ينصح أولئك المرضى و أولئك المعرضون لهذه الأمراض بتجنب هذه العقاقير قدر الإمكان و عند الحاجة المحلة لهذه العقاقير ينصح بتعاطيها بأقل جرعة و لأقصر فترة ممكنة.
• • و يستثنى من هذه القاعدة المرضى الذين يتناولون جرعات صغيرة من الأسبيرين لمنع أو علاج تكوين الجلطة الدموية في حالات قصور الشرايين التاجية و السكتة الدماغية.
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والقرحة المعدية و المعوية
قد يتعرض مرضى القرح المعدية و المعوية للإصابة بمزيد من القرح عند إستخدامهم لهذه العقاقير لاسيما في كبار السن. لذلك فإنه يتوجب على هؤلاء المرضى إستشارة الطبيب قبل تعاطي هذه العقاقير كما أنه يمكن الإستعانة بالعقاقير المتخصصة في هذه الحالة بدلاً من العقاقير الغير متخصصة و بأقل جرعة ممكنة. و يمكن إستخدام الأدوية المثبطة لحموضة المعدة للإقلال من التعرض للإصابة بالقرح المعدية و المعوية المصاحب لإستخدام هذه المجموعة الدوائية. و تشتمل الأدوية المثبطة لحموضة المعدة على:
- • • مثبطات إنتاج الحامض المعدى مثل مضادات الهيستامين مثل الرانيتيدين (الزانتاك و الرانيتاك) و مثبطات مضخة البروتون مثل الأوميبرازول (الأوميباك و الجاسترازول).
- • • ميزوبريستول (سيتوتيك) و تتضمن أعراضه الجانبية حدوث آلام بالبطن و تقلصات بالأمعاء و إسهال.
الأمراض المصاحبة بالنزيف الدموي
قد يتعرض المصابين بالأمراض المصاحبة بالنزيف الدموي مثل مرضى قرح المعدة و الأمعاء و المريء و المصابين بخلل الصفائح الدموية كما في مرض نقص معامل الفا1?يليبراند و إضطراب وظائف الصفائح الدموية المصاحب للفشل الكلوى و نقص عدد الصفائح الدموية و غيرهم لنوبات نزيف متكررة حيث أن هذه العقاقير تثبط وظائف الصفائح الدموية. مما سبق فإنه ينصح هؤلاء المرضى بتجنب تعاطي هذه العقاقير.
مضادات الإلتهاب غير الستيرودية و العمليات الجراحية:
ينصح معظم الأطباء بالتوقف عن تناول هذه العقاقير لما يقرب من أسبوع قبل إجراء العملية الجراحية و ذلك لتقليل إحتمالية حدوث نزيف شديد أثناء العملية الجراحية. و يشمل ذلك كلاً من الأسبيرين و غيره من العقاقير الأخرى.
♦ إحتباس السوائل داخل الجسم: المرضى الذين هم في حاجة لتعاطي مدرات البول مثل مرضى فشل القلب و مرضى الكبد و الكلى عرضة أكثر من غيرهم لإصابة الكلى و إحتباس السوائل داخل الجسم عند تناولهم لهذه العقاقير مما قد يؤدي لتفاقم المرض.
♦ أمراض الكلى: من الممكن أن تسوء وظائف الكلى عند تعاطي هذه العقاقير في المرضى المصابين بقصور وظائف الكلى لذلك ينصح هؤلاء المرضى بتجنب هذه المجموعة الدوائية.
♦ الحساسية من الأسبيرين: إن الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو أرتيكاريا من الأسبيرين يجب عليهم أن يتجنبوا تعاطي العقاقير التي تنتمي لهذه المجموعة الدوائية إلا بعد إستشارة الطبيب. أما المريض الذي يعاني من حساسية من أحد هذه العقاقير فإن بإمكانه تعاطي عقار آخر من نفس المجموعة. قد يتسبب الأسبيرين و باقي عقاقير هذه المجموعة في تفاقم أعراض الربو الشعبي و يجب على هؤلاء المرضى تجنب هذه المجموعة الدوائية.
♦ مرض البول السكري: هؤلاء المرضى عرضة لخلل وظائف الكلى بسبب مرضهم لذلك فلا ينصح بتناول هذه المجموعة الدوائية في هؤلاء المرضى حتى لا يتضاعف ضرر الكلى مع إستخدام تلك العقاقير.
مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية و الحمل و الرضاعة:
لا ينصح بتناول هذة العقاقير أثناء الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل و ذلك لإحتمالية إصابة الجنين ببعض المضاعفات مثل العيوب الخلقية بالقلب و إحتمالية حدوث نزيف أثناء الولادة و الإنفجار المبكر للأغشية الجنينية و نقصان السائل المحيط بالجنين و تأخر ميعاد الولادة. أما عن الرضاعة فإنه لا يحذر تناول هذه العقاقير أثناء تلك الفترة ولكنه من الممكن الإستعانة بعقار الإيبوبروفين بأقل جرعة ممكنة و لأقصر فترة مع الرضاعة.
تفاعلات مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية
♦ الوارفارين و الهيبارين: ينبغي على المرضى متعاطي الأدوية المضادة للتخثر (التجلط) مثل الوارفارين (الكومادين و الماري?ان) و الهيبارين عدم تعاطي مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية و الأسبيرين إلا بأمر الطبيب و ذلك لزيادة إحتمالية حدوث نزيف عند إستخدام هذه الأدوية مع مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية و الأسبيرين.
♦ الأسبيرين: من الآمن تناول كلاً من الأسبيرين بجرعة صغيرة ( مثل81 مجم) لمنع تخثر الدم و باقي عقاقير مضادات الإلتهاب غير الستيرودية معاً و لكن للإستفادة القصوى من الأسبيرين فإنه يتوجب تناوله ساعتين على الأقل قبل العقار الآخر من نفس المجموعة.
♦ الفينيتوين و فالبورات الصوديوم: قد تتسبب مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية في زيادة مستوى الفينيتوين (الإيبانوتين) و فالبورات الصوديوم (الديباكين) في الدم. لذلك يتوجب مراقبة مستوى الفينيتوين و فالبورات الصوديوم في الدم عند بداية العلاج بمضادات الإلتهاب غير الإستيرودية أو عند تغيير جرعاتهم مع عقارى الفينيتوين و فالبورات الصوديوم.
♦ السيكلوسبورين: قد يتسبب تعاطي مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية و السيكلوسبورين (النيورال و السانديميون) معاً في حدوث مزيد من اللإضرار بالكلى. لذلك يجب مراقبة وظائف الكلى عن طريق إختبارات الدم عن كثب عند إستخدامهما معاً.
♦ أدوية علاج إرتفاع ضغط الدم: قد يتسبب تعاطي مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية مع هذه الأدوية في الإقلال من قدرتها على خفض ضغط الدم.
♦ الديچوكسين: يستخدم الديچوكسين (اللانوكسين)في علاج فشل القلب وقد يؤدي تعاطي مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية مع هذا الدواء إلى إرتفاع مستواه بالدم مما قد يتسبب في الإخلال بكهرباء عضلة القلب.
• • و نخلص مما سبق أنه يجب على المريض إستشارة الطبيب قبل تناول هذه العقاقير في الحالات المرضية السابقة الذكر و كذلك عند إستخدام العقاقير سالفة الذكر.
كيفية إختيار العقار المناسب:
نظراً للعدد الكبير لهذه العقاقير المختلفة داخل هذه المجموعة الدوائية فإنه من العسير الإختيار بين هذه العقاقير.
كما أنه يصعب التنبؤ بإستجابة المريض لعقار واحد. علاوة على ذلك فإنه قد تتباين إستجابة الأشخاص المختلفين لنفس العقار بنفس الجرعة. كما أنه قد يتطلب الأمر تعاطي العقار الواحد لعدة أسابيع للحكم على فاعليته قبل إستبداله بآخر. و يعتبر الطبيب أكفأ الأشخاص لإختيار العقار المناسب و لكن يمكن للمريض أن يساعد في هذا الخيار.
جرعةمضادات الإلتهاب غير الإستيرودية
يحتاج المريض لتعاطي جرعات صغيرة من هذه الأدوية لتخفيف الألم أما في حالة وجود إلتهاب فإن المريض يحتاج إلى تناول جرعات كبيرة بصورة منتظمة و لعدة أسابيع للوصول إلى التأثير المضاد للإلتهاب المطلوب. إذا لم تتمكن الجرعة الإبتدائية من تحسين الأعراض فإنه ينصح بزيادة الجرعة تدريجياً أو إستبدال العقار بعقار آخر.
و تختلف الجرعة الدوائية الفعالة بحسب نوع العقار المستخدم. كما يمكن تعاطي هذه العقاقير إما عن طريق الفم (الأقراص و الكبسولات و الشراب) أو عن طريق الحقن بالعضل أو الوريد و منها ما يعطى عن طريق اللبوس الشرجى (التحاميل) و كذلك الدهان الموضعي. و يوجد من هذه العقاقير ما يعطى مرة واحدة يومياً و منها ما يعطى عدة مرات يومياً.
الجرعة المفرطة لمضادات الإلتهاب غير الستيرودية:
عادةً لا يتسبب تعاطي جرعات مفرطة من مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية في حدوث أعراض خطيرة بإستثناء تعاطي جرعات مفرطة من الأسبيرين و باقي أنواع المسكنات كالأسيتامينوفين و اللذان قد يسببان حدوث ضرر جسيم بالجسم أو الوفاة. و يجب على المريض إستشارة الطبيب فوراً عند تعاطيه لجرعة مفرطة من هذه الأدوية.
نصائح للمريض
يجب على المريض تناول معظم عقاقير هذه المجموعة الدوائية بعد تناول الطعام للإقلال من إحتمالية حدوث قرحة المعدة و الأمعاء.
♦ على المريض عدم تناول أكثر من نوع واحد من عقاقير هذه المجموعة في آن واحد حيث أن هذا يزيد من الأعراض الجانبية لهذه العقاقير على الأجهزة المختلفة كما أن هذا لا يزيد من فاعلية هذه العقاقير بل على العكس.
♦ يجب على المريض عدم تخطي الجرعة القصوى للعقار حيث أن هذا يزيد من الأعراض الجانبية للعقارعلى الأجهزة المختلفة كما أن هذا لا يزيد من فاعليته.
♦ يجب على المريض تعاطي هذه العقاقير لفترة قصيرة أو حسبما يحدد بواسطة الطبيب.