السرطان Cancer عبارة عن نمو وتكاثر غير طبيعي للخلايا، بشكلٍ خارجٍ عن السيطرة، حيث تقوم تلك الخلايا بمهاجمة الأنسجة السليمة وذلك حسب نوع ومكان الإصابة، وهذه الخلايا تتميز باستهلاكها الكبير للطاقة نتيجة سرعة انقسامها وتكاثرها غير العادي، مما يؤدي لفقد شديد في الوزن مع فقد شهية وغثيان وإقياء وتدهور الحالة الصحية للبدن.
ويمكن تشخيصه بأخذ عينات من سوائل الجسم وخزعات وتحاليل مخبرية نوعية مع الاستقصاءات الشعاعية اللازمة.
لمحة عن السرطان
- السرطان مرض مزمن حيث من المهم أن ندرك أن تشكّل الأورام هو حدث غالباً ما يطرأ بالصدفة على حياة الفرد،
وفي الواقع لقد أظهرت بعض الدراسات في مجال الأمراض أنّ نسبة كبيرة من الأشخاص المتوفّين من جراء أسباب أخرى غير السرطان، كانوا يخفون داخل أنسجتهم أوراماً صغيرة مجهرية الحجم بحيث لم تكتشف سريرياً أبداً.
- وقد تبيّن أن 98% من الأفراد الذين أجريت عليهم هذه الدراسة كانوا يخفون أوراماً في البروستات، بينما كان لدى
33% منهم أوراماً مجهرية في الثدي، ومن هذا المنطلق نرى أنه حتى ولو كان معدل الإصابة بسرطان البروستات عند الآسيويين أقل بكثير منه عند الغربيين، فقد أظهرت تحاليل الخزعات التي أخضعت إليها شعوب آسيوية وغربية على حدّ سواء أن عدد خلايا البروستات التي في طريقها إلى اكتساب خصائص سرطانية هو نفسه تماماً عند هاتين الشريحتين من الناس، مما يشير إلى أهمية الدور الذي تؤديه العادات المعيشية، ومن ضمنها الغذاء، في السماح لتلك الأورام المجهرية ببلوغ مرحلة سريرية.
- وصحيح أنّ الأورام التي تنشأ تلقائياً في أجسامنا تحافظ عموماً على حجمها المجهري من دون أن تشكل أي خطر
على صحتنا، إلا أنها قادرة أيضاً في معظم الأحيان على النمو وبلوغ مرحلة سرطانية مميتة.
- إنّ نمو هذه الأورام وتفاقمها ينجم عن خللٍ ما في أجهزة دفاعنا الطبيعية المقاومة لعملية تكوّن الأوعية الدموية الجديدة
التي تتسبب بها الأورام.
- ففي الحالات الطبيعية، تنجح أجهزتنا الدفاعية المقاومة لتكوّن الأوعية الدموية الجديدة ضد مساعي الأورام للحصول
على الإمدادات الدموية الضرورية لنموها، وتظل بالتالي هذه الأخيرة على حالتها المجهرية.
- وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون مثلاً من متلازمة داون أو المنغولية، لا يُصابون أبداً بالسرطان، وهذه الظاهرة
الدفاعية ناجمة عن المستويات المرتفعة لديهم من بعض العوامل المثبطة لعملية تكوّن الأوعية الدموية الجديدة (كالأندوستاتين)، والناجمة عن وجود الكروموزوم الحادي والعشرين الإضافي.
- نرى في المقابل أنّ النقص في هذه الجزيئات المقاومة لتكوّن الأوعية الدموية الجديدة يسمح للورم باكتساب شبكة من
الأوعية الدموية الضرورية لنموه، وبالتالي بلوغه مرحلة الورم الخبيث والمميت، وإنّ الوجود الدائم للجزيئات المقاومة لتكون الأوعية الدموية والقادمة من الغذاء يسمح بدعم الأجهزة الدفاعية الطبيعية للجسم وبالحفاظ على الأورام في حالتها غير المؤذية.
الفيزيولوجيا المرضية للسرطان
- من الضروري أن نفهم أن هذا التحول في الخلية لا يشير بالضرورة إلى كون الجسم سيصاب على الفور بمرضٍ
سرطانيٍ ما، إلا أنّ تصرف الخلية الجانح هذا يحدث باستمرار خلال حياة الفرد، من دون أن يؤدي بالضرورة ولحسن الحظ إلى إصابته بمرض سرطاني.
- لذا يتعين علينا النظر إلى نشوء مرض السرطان على أنه ظاهرة تدريجية، من شأنها أن تتفاقم بشكلٍ سري على مدى
سنواتٍ عديدة، لا بل على مدى عقود، قبل أن تبدأ أعراضها بالظهور.
- إنّ هذا “البطء” في تفاقم مرض السرطان ضروري جداً بالنسبة إلينا، لأنه يعطينا فرصة ذهبية لكي نتدخل في مراحل
عدة من مراحل تفاقمه، ونضع بالتالي حدّاً لنمو الخلية المتحولة إلى خلية سرطانية يانعة.
- وصحيح أن لكل مرض سرطاني أسبابه الخاصة المسؤولة عن نشوئه، إنما تتبع إجمالاً كافة الأمراض السرطانية
التطور نفسه الذي يقسم إلى ثلاث مراحل كبرى وهي: الاستعداد، التحفيز، والتطور.
الاستعداد:
الاستعداد وهو تماماً كما يشير إليه اسمه، المرحلة الابتدائية لعملية نشوء المرض السرطاني، أي المرحلة التي يؤدي فيها تعرض الخلايا لمادة مسرطنة ما إلى ضرر لا رجوع عنه في DNA الخلايا، وبالتالي إلى نشوء تغيير، فالإشعاعات فوق البنفسجية، وبعض الحمات، دخان السجائر، وحتى المواد المسرطنة الموجودة في الأطعمة، كلها لديها القدرة على التسبب بهذه الأضرار وبالتالي إفساح المجال أمام المرض السرطاني لكي يستعد للنشوء.
التحفيز:
- في هذه المرحلة، تتحول الخلية المهيأة إلى خلية سرطانية، وهي مرحلة صعبة تتفاقم تدريجياً على مدى فترة زمنية
طويلة (من 1- 40 عاماً)، وذلك لأنه يتعين على الخلية أن تضاعف مساعيها التحوليّة على أمل أن تكتسب الخصائص اللازمة لنموّها السرطاني.
- ويرجح أن الهرمونات، عوامل النمو، ومستويات الجذور الحرة تؤدي كلها دوراً مهماً في هذه المرحلة المصيرية،
لكن على الرغم من هذا كله، يمكننا أن ننظر إلى مرحلة التحفيز على أنها المرحلة الأكثر إفساحاً في المجال أمام التدخل بهدف الوقاية من السرطان وتفادي نشوئه، وذلك لأن العديد من هذه العوامل المتورطة في نشوء السرطان يمكن ضبطها على الغالب من خلال تغيير نمط عيشنا.
- ولا شكّ في أنه يمكن للعديد من العوامل الغذائية المصدر أن تؤثّر إيجاباً على هذه المرحلة، من خلال ضغطها على
الورم المستقبلي وإجباره على البقاء في حالته البدائية تلك.
- إذن تُعتبر هذه الوقاية مسألة في غاية الأهمية، وذلك لأن الخلايا المتحولة التي نجحت في تجاوز المرحلتين الأوليتين
قد أصبحت في غاية الخطورة، وستصبح أكثر خطورة خلال مرحلة التطور.
مرحلة التطور:
- في الواقع، هذه هي المرحلة التي تكتسب فيها الخلية المتحولة استقلاليتها، بالإضافة إلى العديد من الخصائص الذكية
والخبيثة التي تخوّلها اجتياح النسيج الذي تكون موجودة فيه، ومن ثم الانتقال إلى أنسجة أخرى من الجسم والتفشي فيها.
- وتتميز كل الأورام التي تنجح في بلوغ هذه المرحلة بست ميزات مشتركة يمكننا اعتبارها بمثابة “التوقيع” لماهية
السرطان في أشدّ حالاته وأكثرها تفاقماً وسوءاً.
تواقيع السرطان الستة:
- التوالد الفوضوي:
يصبح بإمكان الخلايا السرطانية أن تتوالد حتى بغياب الإشارات الكيميائية.
- رفض الانصياع لأوامر التوقف عن التوالد الصادرة عن الخلايا المجاورة والواعية للخطر الذي يواجهه النسيج.
- المقاومة لواجب الانتحار الخلوي، وبالتالي تفادي مراقبة آليات حماية الخلية.
- القدرة على التسبب بتشكيل أوردة أو أوعية دموية جديدة تسمح بمدّها بالأكسجين وبالمواد الغذائية الضرورية لنموها.
- الخلود:
إن اكتساب كل هذه الخصائص يجعل من الخلايا السرطانية خلايا خالدة قادرة على التوالد على نحو لا متناهٍ.
- القدرة على اجتياح أنسجة الجسم واحتلالها أولاً خلال انحصارها وتمركزها في نسيج واحد، ثم من خلال انتقالها إلى
الأنسجة الأخرى وتفشيّها فيها.
- إنّ ظهور ورم ما ليس ظاهرة آنية فجائية، إنما هو في الواقع نتيجة عملية طويلة تتفاقم تدريجياً على مدى سنوات
طويلة، إلى أن “تستيقظ” الخلية في النهاية لدى اتصالها بمادة سرطانية ما، وتتحول مذللة بالتالي كل العقبات التي كانت قد واجهتها طيلة فترة نموها.
- إنما تبقى النقطة الأهم في هذه العملية الطويلة كون الخلايا السرطانية تظل خلال سنوات عديدة، لا بل حتى على مدى
عقود كاملة، ضعيفة بحيث إن عدداً ضئيلاً منها فقط ينجح في بلوغ مرحلة الخبث تلك، لكن ضعفها هذا يجعل من الممكن التدخل في مراحل عدة من مراحل النمو الورمي وتفادي بالتالي ظهور السرطان.
- وتلك مسألة أساسية في كل استراتيجية تهدف إلى خفض معدّل الوفيات المرتبطة بمرض السرطان، فإن كنا فعلاً
نسعى إلى خفض عدد الأمراض السرطانية في مجتمعاتنا، ينبغي علينا أن نتصدى للورم فيما لا يزال ضعيفاً.
- وفي الواقع، تكتسب الخلية الورمية قوة خطيرة عندما تستعيد غرائزها السلفية التي تخولها العيش عيشة مستقلة وهذا
هو ما يجعل من السرطان مرضاً صعب المكافحة، إذ إن محاولة القضاء على هذه الخلايا البدائية أشبه بمحاربة القوى التي تشكل أساس حياتنا.
السرطان بالأرقام:
- يشكل السرطان تهديداً فعلياً، إذ يمكن لهذا المرض أن يصيب شخصاً من أصل ثلاثة قبل بلوغ هذا الشخص سن
الخامسة والسبعين، كما ويمكن لشخص من أصل أربعة أن يموت من جراء المضاعفات المرتبطة بمرض السرطان.
- في الواقع، يشهد العالم كل يوم 10 ملايين إصابة بأنواع مختلفة من الأمراض السرطانية، و7 ملايين حالة وفاة
ناجمة عن هذا المرض، أي ما يوازي نسبة 12% من إجمالي الوفيات المسجلة على الصعيد العالمي.
- ولا يزال هذا الوضع يزداد سوءاً عاماً بعد عام، فقد صدر عن منظمة الصحة العالمية بتاريخ 3 شباط/ 2006 في
جنيف، تقرير ورد فيه أن السرطان من أسباب الوفيات الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
- وتشير التقديرات إلى أنّ هذا المرض أودى بحياة زهاء مليون شخص في عام 2005، وسيودي بحياة 84 مليون
آخرين في السنوات العشر القادمة إذا لم تُتخذ أي إجراءات للحيلولة دون ذلك.
- وقد حدّدت منظمة الصحة العالمية هدفاً عالمياً يتمثّل في تقليص معدلات الوفيات جرّاء الأمراض المزمنة بنسبة 2%
في السنة في الفترة الممتدة بين عامي 2006 و2015.
- وسيمكّن تحقيق ذلك الهدف من توقّي ثمانية ملايين حالة وفاة من أصل مجموع الوفيات التي يُرجّح أن تنجم عن
السرطان في العقد القادم والمقدّر عددها بنحو 84 مليون حالة وفاة.
- وتحدث أكثر من 70% من مجموع وفيات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حيث تقلّ
أو تنعدم الموارد المتاحة للوقاية من ذلك المرض وتشخيصه وعلاجه، ويتسبّب تعاطي التبغ، وحده، في نحو 1.5 مليون حالة وفاة من أصل وفيات السرطان التي تحدث سنوياً.
- وفي سوريا ذكر تقرير حكومي أن “السرطان يتسبب ب 7% تقريباً من الوفيات في البلاد، وفق تقديرات وزارة
الصحة لعام 2008، ما يجعله في المرتبة الثالثة بين الأمراض المسببة للوفيات بعد أمراض القلب والجهاز التنفسي،
ونقلت وكالة “سانا،” عن الدكتور فراس الجرف قوله إن “السرطان سيصبح المسبب الثاني للوفيات في سورية في غضون السنوات العشر المقبلة وفق تقديرات المنظمات الدولية إذا ما حافظ على نسب الارتفاع في الإصابات.”
- وكانت السرطانات العشرة الأكثر شيوعاً لدى الرجال في إحصائية 2007 سرطان الرئة ثم نقي العظام والمثانة
والبروستات والعقد اللمفاوية والجهاز العصبي المركزي والكولون والعظام والحنجرة والمعدة.
- وتشير الدراسات التي تم القيام بها حتى الآن، ولا سيما تلك التي أجريت على التوائم، أن نسبة %15 كحد أقصى من
الأمراض السرطانية ناجمة عن جينات مُعيبة قابلة للانتقال وراثياً من شخص إلى آخر، لكن البَوْن الشاسع بين الأسباب الحقيقية المسؤولة عن السرطان من جهة، ومعتقدات الناس من جهة أخرى هو أكبر من ذلك بكثير في ما يختص بالتلوث البيئي الذي وخلافاً لما يظن معظم الناس، إذ بالكاد يشكل التعرض لتلوث الهواء والماء أو حتى التعرض لبقايا الأدوية المقاومة للطفيليات نسبة 2% من الحالات السرطانية، أي أنّ التلوث الهوائي والمائي يلعبان دوراً في الإصابة بالسرطان ولكن بنسب أقل بكثير مما يسببه التدخين والعوامل الوراثية والغذائية.
- يُعتبر سرطان الرئة السرطان الأشيع عالمياً، بعد ذلك يأتي سرطان المعدة، أما ثالث أشيع السرطانات فهو سرطان
الثدي والذي يشكل كذلك خامس أشيع سبب للوفاة بالسرطان، ثم سرطان الكولون والمستقيم، وسرطان الكبد.
سرطان المعدة:
- يتفاوت توارد سرطان المعدة بشكل كبير بين مناطق العالم المختلفة، وإنّ نسبة التوارد المضبوطة حسب العمر هي
الأعلى في اليابان، وبالمقارنة فإن هذه المعدلات هي أقل بشكل كبير في أمريكا الشمالية، شرق وشمال أفريقيا، جنوب وجنوب شرق آسيا.
- ويفترض أن اختلاف معدل الإصابة حسب البلد ينتج عن اختلافات العوامل الغذائية ونسبة حدوث الأخماج بالملوية
البوابية (helicopacter pylori)، والتي يُعرف عنها أنها تلعب دوراً كبيراً في تطور سرطان المعدة.
- ولحسن الحظ يشاهد حالياً انخفاض ثابت في توارد سرطان المعدة ومعدلات الوفيات الناجمة عنه، وقد يكون ذلك
ناجماً عن تحسن حفظ الأغذية وتخزينها.
سرطان الثدي:
- يعتبر توارد سرطان الثدي مرتفعاً في جميع مناطق العالم الأكثر تطوراً، ما عدا اليابان، بما في ذلك الولايات المتحدة
وكندا وأستراليا وأوروبا الشمالية والغربية.
- إن أعلى توارد لسرطان الثدي هي في الولايات المتحدة، أما أقل توارد فهو في الصين ورغم أن سرطان الثدي قد
ارتبط بالمورثات المؤهبة للتسرطن، إلا أن طفرات هذه المورثات تشكل 5-10% فقط من أورام الثدي.
سرطان الكولون والمستقيم:
يعتبر توارد سرطان الكولون والمستقيم في الدول المتطورة أعلى منه في الدول الناميةـ وتشاهد أعلى معدلات للتوارد في أستراليا ونيوزيلاندا وأمريكا الشمالية وشمال غرب أوروبا، وعلى العكس من ذلك فإن التوارد يكون أقل نسبياً في شمال إفريقيا وجنوب أمريكا والمناطق الشرقية والجنوبية الشرقية والغربية من آسيا، ويُعتقد أن هذه الخلافات الجغرافية تعكس تعرضاً لعوامل بيئية ويفترض أن هذه الاختلافات غذائية بالدرجة الأولى.
سرطان الكبد:
على عكس سرطان الكولون فإن 80% من حالات سرطان الكبد تحدث في الدول النامية، ويُعتبر توارد سرطان الكبد مرتفعاًُ في الصين وفي الدول الأخرى في غرب آسيا، وتتضمن عوامل الخطورة الكبرى لحدوث سرطان الكبد على مدار العالم، كُلاً من الخمج بفيروسات التهاب الكبد واستهلاك الأغذية التي تحتوي على الأفلاتوكسين.
ولقد تبين أن تمنيع الأطفال ضد التهاب الكبد البدئي قد أدى إلى تراجع نسبة الخمج بالتهاب الكبد في الصين وكوريا وغرب افريقيا، وسنتمكن قريباً من معرفة فيما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تراجع في توارد سرطان الكبد في هذه المنطقة.
سرطان البروستات:
إن توارد سرطان البروستات هو أعلى بشكل كبير في أمريكا الشمالية منه في الصين واليابان وبقية آسيا، وحتى في شمال وغرب أوروبا، ويُعتقد أن جزءاً كبيراً من اختلاف توارد سرطان البروستات بين البلدان المختلفة يعكس الاختلافات في الطرائق التسخيصية المستخدمة، وكما ذكر سابقاً فقد أدى إدخال المسح بواسطة psa إلى ارتفاع كبير في تشخيص سرطان البروستات في الولايات المتحدة.
سرطان المري:
- تُشاهد أعلى نسب من توارد سرطان المري في جنوب أفريقيا والصين.
- إنّ هذه الخطورة تكون أقل بمقدار 15 ضعفاً في الرجال في الأجزاء الشمالية والوسطى والغربية من أفريقيا وأقل
بمقدار 5 أضعاف في الرجال في أوروبا وأمريكا الشمالية.
- وتُعزى هذه التباينات الجغرافية إلى العوز الغذائي والتعرض للعوامل المسرطنة الخارجية.
- ويعزى سرطان المري في أمريكا الشمالية وأوروبا إلى التدخين وشرب الكحول.
- تتفاوت كذلك معدلات الوفيات الناجمة عن السرطانات المختلفة بشكل كبير بين الدول، ولا يُعزى ذلك فقط لتفاوتات
التوارد وإنما أيضاً لاختلاف نسبة البقيا بعد تشخيص السرطان.
- ولا تتأثر معدلات البقيا فقط بنماذج المعالجة وإنما أيضاً باختلافات وسائل مسح المرضى بحثاً عن السرطان والتي
تؤثر على المرحلة التي يشخص فيها السرطان.
- فعلى سبيل المثال يكون معدل البقيا لخمس سنوات في مرضى سرطان المعدة أعلى بكثير في اليابان حيث يكون توارد
السرطان مرتفعاً بما يكفي لتبرير المسح الواسع ويفترض أن ذلك يؤدي إلى تشخيص أبكر.
- وفي حالة سرطان البروستات تكون أعلى بكثير في أمريكا الشمالية مقارنةً بالدول النامية، ومن الممكن أن يُسمح
برنامج المسح الواسع المتبع في الولايات المتحدة بكشف هذه الحالات في وقت مبكر أكثر قابلية للمعالجة، ولكن من الممكن أيضاً أن يؤدي هذا المسح إلى اكتشاف سرطانات أكثر خمولاً وذات عدوانية بيولوجية أقل والتي قد لا تؤدي إلى الموت حتى لو لم تكتشف.
- وبالخلاصة فإن معدلات توارد العديد من السرطانات الشائعة تتفاوت بشكل واسع في المناطق الجغرافية المختلفة،
وينتج ذلك جزئياً عن الاختلافات المورثية بما في ذلك الاختلافات العرقية، وقد ينتج كذلك جزئياً عن اختلاف التعرض للعوامل البيئية والغذائية المختلفة وهي عوامل قابلة للتغير، وبذلك فإن إنشاء قواعد بيانات محلية ودولية يعتبر أمراً أساسياً لتحسين فهمنا لأسباب السرطان وسوف يساعد في النهاية على بدء الاستراتيجيات الموجه نحو الوقاية العالمية من السرطان.
- وأكثر من ذلك فإن مراقبة معدلات الوفيات بالسرطان ومعدلات البقيا لخمس سنوات حسب كل نوع من السرطان
سوف تحدد المناطق التي لا تكون الرعاية الصحية المقدمة فيها ذات مستوى واحدة، وبذلك يمكن تسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية ووضع خطوط المعالجة.
العوامل المؤهبة للإصابة بالسرطان
التقدم بالعمر:
وهو عامل غاية في الخطورة، حيث أن معظم حالات الإصابة بالسرطان تظهر عند المسنين ممن تجاوزوا سن ال65، بالرغم من أن الناس ومن كل الأعمار معرضين للإصابة السرطان بما فيهم الأطفال.
التدخين:
ويُعد من أكثر العوامل المؤدية للوفاة بسبب السرطان، والتي يمكن تفاديها.
ففي كل عام يموت أكثر من 180.000 أمريكي بسبب السرطان الناجم عن التدخين، حيث أن استعمال منتجات التبغ أو حتى مجرد التواجد في بيئة مدخنة يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، والمدخنون عادةً أكثر ميلاً للإصابة بسرطان الرئة والفم والمري والبنكرياس، وغيرها من السرطانات الأخرى.
عوامل غذائية:
كنقص بعض المغذيات الضرورية وزيادة الوارد من بعضها الاّخر.
العوامل الوراثية:
التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء والتي يمكن أن نجدها عند الولادة في كل خلايا الجسم، ولكن يجب ألّا ننسى بأن هذه العوامل الوراثية لن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا في حال آزرتها عوامل بيئية مسرطنة.
البدانة وقلة النشاط الفيزيائي:
ففي الولايات المتحدة الأميركية وحدها تحدث أكثر من خمسمئة ألف حالة وفاة جراء السرطان سنوياً بسبب بدانة المرضى وقلة نشاطهم الفيزيائي.
تلوث الهواء والمياه:
يلعبان دوراً في الإصابة بالسرطان بمعدل %2.
التعرض للإشعاع:
(بما فيها أشعة الشمس فوق البنفسجية)، مما يؤدي إلى حدوث شيخوخة مبكرة في الجلد وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
التعرض لبعض الكيماويات السامة:
فالأشخاص العاملين بمهن معينة (كالدهانين وعمال البناء والعاملين في الصناعات الكيميائية) أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن التعرض لبعض المواد الكيميائية (كالبنزن، البنزيداين، الكادميوم، النيكل، والفينيل كلورايد) تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
بعض مركبات الأدوية الصيدلانية:
مثل الأستروجين، فبعض الأطباء يقومون بوصف علاجات هرمونية حاوية على الاستروجين لمرضاهم للتخفيف من أعراض سن اليأس لديهم، إلا أن الدراسات أثبتت أن هذه الطريقة في العلاج لها آثار جانبية خطيرة كالإصابة بسرطان الثدي والسكتات القلبية وغيرها.
الكحول:
فقد أثبتت الدراسات بأن شرب أكثر من كأسين من الكحول يومياً على مدى عدة سنوات يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بسرطان الفم أو البلعوم أو المري أو الكبد أو حتى سرطان الثدي.
فيروسات وبعض أنواع البكتريا مثل:
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV):
والذي يعتبر المسبب الرئيسي للإصابة بسرطان عنق الرحم.
فيروس التهاب الكبد B وC:
حيث من الممكن أن يتطور الالتهاب إلى سرطان في الكبد وذلك بعد سنوات من الإصابة.
فيروس (HTLV):
حيث أن الإصابة به تزيد من احتمال التعرض للإصابة باللوكيميا أو اللمفوما.
فيروس (HIV):
فالأشخاص المصابين بالإيدز معرضين للإصابة باللمفوما وبسرطان نادر يدعى Kaposi’s sarcoma.
فيروس EBV) Epstein Barr virus):
حيث تم الربط بين الإصابة به وزيادة خطر الإصابة بالليمفوما.
فيروس HHV8) Human herpes virus):
والذي يشكل عامل خطورة للإصابة بKaposi’s sarcoma.
جرثومة Helicobacter pylori:
والتي تسبب القرحة المعدية ومن الممكن أن تسبب كذلك سرطان المعدة أو لمفوما في بطانة المعدة.
تأثير الغذاء على السرطان:
- يُعتقد حالياً أنّ 30-40% من إجمالي الأمراض السرطانية مرتبط بطبيعة النظام الغذائي المعتمد من قبل الأفراد
ارتباطاً مباشراً، ويمكن لهذه النسبة المئوية أن تبدو غريبة لأن المواد الغذائية التي نتناولها يومياً لا تبدو لنا خطيرة بقدر ما قد يبدو لنا التّبغ مثلاً.
- لكن وتماماً كما أظهرت الصور والأرقام السابقة، فإنّ للتغييرات الطارئة على النظام الغذائي تأثيراً فعلياً ومباشراً على
خطر الإصابة بعدد كبير من الأمراض السرطانية، حيث يمكن لنسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان المرتبط بالتغذية ارتباطاً مباشراً أن تبلغ 90% في حالة الأمراض السرطانية التي تصيب الجهاز المعوي (أي المري والمعدة والقولون).
- نجحت بعض الدراسات العلمية الجديدة عن الجوائح والأوبئة (Epidemiologiques) في الربط بين النقص في
استهلاك الخضار والفواكه من جهة، وارتفاع معدل الإصابة بأمراض سرطانية متعددة من جهة أخرى.
- ولقد كانت النتائج التي توصلت إليها أكثر من 200 دراسة من هذه الدراسات مذهلة، فقد أشارت 80% منها إلى أن
الاستهلاك الكبير للخضار والفواكه يؤدي إلى خفض خطر الإصابة بمرض السرطان، علماً أن هذا مقنع تماماً في ما يختص بالأمراض السرطانية التي تصيب الجهاز الهضمي، وإلى أنّ الأشخاص الأقل استهلاكاً عموماً للفاكهة والخضار هم بالتالي أكثر عرضة لاحتمال الإصابة ببعض الأمراض السرطانية من أولئك الذين يكون نظامهم الغذائي غنياً بهذه المواد بمرتين تقريباً.
- فلمّا كان النظام الغذائي الخاص بدول الغرب ـ ولا سيما منها دول أمريكا الشمالية ـ يتميز عموماً باستهلاكه الضئيل
للفاكهة والخضار، تشير نتائج هذه الدراسة إلى احتمال أن يؤدي هذا النقص في التغذية دوراً أساسياً في ارتفاع نسبة الأمراض السرطانية المختلفة التي تصيب الغرب حالياً، لذا نرى اليوم الكتيّبات الغربية حول الصحة العامة، كالدليل الغذائي الكندي مثلاً، تنصح مواطنيها بأن يأكلوا يومياً ما لا يقل عن خمس حصص من الخضار والفواكه، وذلك ضمن إطار نظام غذائي متّزن وصحي.
- ويمكننا توضيح علاقة السرطان بالمؤثرات البيئية ومن بينها الغذاء على ثلاث مراحل كما فى الرسم التالي:
مولدات السرطان في الغذاء:
تشمل:
- سموم فطرية (Aflatoxins).
- مسرطنات من أصول نباتية.
- مركبات النيتروز (Nitrosamines).
- (Heated materials) مسرطنات فى الأطعمة والمواد المُسخّنة.
- المحلّيات الصناعية.
- الكحوليات.
- الدهن والبروتين.
- توازن الطاقة ومعدل النمو وأبعاد الجسم.
- ملح الطعام.
(Aflatoxins) السموم الفطرية:
- هذه الســموم التي تفرزها الفـطريات على درجة عالية من السـُـميّـة ونذكر منها على ســبيل المثال ” الأفلاتوكســين”
وهو ينتج بواســطة فطر(الرشاشيات) وهو مجموعة من المواد أخطــرها على الإطـــلاق مــادة الأفلاتوكســـين ب، وقـد اعتبرته المنظـــمة الدولية لأبحاث الســـرطان ضــمن المسرطانات الطبيعية.
- يتم تحويل هذه المادة السـّـامة فى الجسم إلى أخرى نشطة تسمى بالأكســيد الفوقي (epoxide) التي تكـــوّن مع
الحمض النووي مركـــباً إضـافياً ينتج عنه حدوث تغيرات في قـواعد الحمض النووي في المنطقة الجينية المسؤولة عن منع حدوث سرطان الكبد.
- وقد أثبتت الدراسات أنّ بضــعة ميكروجرامات من هذه المادة تكفي لإحداث سرطان الكبد عند الإنسان، وفي بلد
كمصـر تصل نســبة التلوث بهذا السم إلى 17% عن طريق الفول المدمّس الذي يُعد طعاماً شائع التناول من قبل العامة على اختلاف بيئاتهم.
محرضات سرطانية من أصول نباتية:
مثل مادة (الان-اسيتيل) المشتقة من مادة الهيدرازين وتوجدان بوفرة فى نبات عش الغراب الغير مطهي، وقد تلازمت مادة (الان- أسيتيل) مع حدوث أورام الرئة والمعدة والجلد لدى حيوانات المختبر.
كما تبين أنّ لمركبات البنزين المستخرجة من نبات الحبق والطرخون والتي تستخدم كمدعّم للروائح، دور محفز لنشوء أورام الكبد لدى الحيوانات.
مركبات النيتروزأمين (Nitrosamines):
- تستخدم أملاح نترات الصوديوم والبوتاسيوم في عمليات حفظ الأطعمة مثل (الأسماك- اللحوم) أو في التخليل
والتجفيف، كما تستخدم لإعطاء أنواع معينة من اللحوم كاللانشـوان و”الهوت دوج” لونها الذهبي.
- أمّا أملاح النيتريت فتوجد في الأطعمة المحفوظة ولحم الخنزير المطهو والمشروبات الكحولية، كما تتولد في أثناء
عمليات الاحتراق في الهواء وعمليات تجفيف حبوب الشعير كنتيجة لتفاعل أكسيدات النيتروجين مع قلويات حبوب الشعير.
- كما أنّه وباختزال أملاح النترات تتكون أملاح النيتريت، التي تتفاعل بدورها مع المكونات الغذائية البروتينية، فتنتج
النيتروزأمين (Nitrosamines) التي تُعد عاملاً منشـطاً للأورام إذ أنها تتحد مع الحمض النووي محدثة تبدلات فـي قواعــده مما يساعد على نشوء الأورام خاصةً أورام المعدة.
طرق تحضير الطعام والأطعمة المحمّاة:
توجد مركبات الهيدروجين الفحمي (Hydrocarbons) بصورة منتشـرة من حولنا، فهي تتكون أثناء شــواء اللحم على الفحم أو تحميره أو في اللحوم المدخنة كما تنبعث من عوادم السيارات ومن دخان السجائر، وتوجد أيضاً في الأجزاء المتفحمة من اللحوم أو المخبوزات.
ولهذه المركبات القدرة على إحداث تغييرات في المنطقة الوراثية (أو الجين P53) الحامي من نشوء الأورام، مما يؤدي إلى تكـوّن السرطانات خاصة سرطان الجلد والكبد والمعدة والفم والمري.
المحلّيات الصناعية:
لا تعد مادة السيكلامات (Cyclamate) بحدّ ذاتها منشئة للأورام، كما أنّ مادة الأسبارتام (Aspartam) مازال مشكوكاً بأمرها، إلاّ أنّ مادة السكارين (Saccharin) قد تعمل على تنشيط الأورام الموجودة في جرعة تصل إلى 25 جم/ كجم/ اليوم لدى حيوانات التجارب.
الكحوليات:
من المعروف عن الكحوليات أنها تزيد من نســب هرمون الاســـتروجين بالدم، الذي يلعب دوراً رئيســياً في التسبب بأورام الثدي، كما يقوي التدخين من الدور الضار للكحوليات في أورام الفم والبلعوم والحنجرة والمري، ومما لاشـك فيه أن سـوء التغذية المصاحب لإدمان الكحوليات له أيضاً دور هام في نمو واستفحال الأورام.
ملح الطعام:
ربطت العديد من الأبحاث الميدانية بين أورام المعدة والإفراط في تناول الأطعمة الشديدة الملوحة خاصة بوجود مواد كيماوية تعين على نشوء الأورام، وقد وجد أن زيادة نـسـبة ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) في المعدة ينتج عنه تكوين المالون ثنائى الألديهيد ” Malon di- aldehyde ” ووجوده يستخدم للدلالة على وجود أكاسيد الأكسجين الحرة التي تؤثرعلى حيوية وجـودة الغشاء المخاطي المبطـن للمعدة وتؤهله لحدوث الأورام، كما أن هناك تفاعلات جزئية بين ملح الطعام والميكروبات الحلزونية (Helicobaeter pylori) التي تصيب المعدة، وكلاهما يحفز على أورام المعدة.
توازن الطاقة ومعدل النمو وأبعاد الجسم:
- دلّت الدراسات الأولية في مطلع القرن الماضي على أن خفض المســتهلك من السعرات الحرارية بمقدار الثـلث من
شـأنه تخفيض معدل أورام الثدي بنسبة تصل إلى 90% (لدى فئران التجارب).
- ومن المؤاشرات الحسـاسـة الدالة على التوازن بين المتناول من الطاقة وبين المصروف منها هو معدلات النمو وكتلة
الجسم فالطول يعد مؤشراً للتغذية في فترة ما قبل البلوغ، أما الوزن ومعدل الزيادة فيه والسمنة فيعكسون توازناً يمتد أثره إلى المستقبل.
- ففي بلدٍ كاليابان تلازم التزايد في الأطـوال على مدى الأجيال الماضية مع زيادة معدلات أورام الثدي، كما أنّ البلوغ
المبكر يعد من العوامل المنذرة بالخطـــر لهذا النوع من الأورام، حيث يُعد التباين في سن البلوغ بين بلد كالصين مثلاً (17 عاماً) والولايات المتحدة الأمريكية (12-13 عاماً) من الأسباب الرئيسية وراء الاختلاف الكبير بينهما في نسب الإصابة بسرطان الثدي.
- وهكذا تبيّن أن زيادة معدلات النمو قبل مرحلة البلوغ المتمثلة في الأوزان والأطوال وال (BMI) تلازمت وزيادة
معدلات الإصابة بالأورام خاصة أورام الثدي والرحم والكلى.
- كما أنّ البدانة إذا ما تلازمت مع الخـمول وقلة بذل الجهد تهدّد بزيادة معدلات الإصابة بأورام القولون، حتى أنّ
الدراسـات الميدانية سجلت إنخفاضاً بنســـبة 50% في معدلات هـذه الأورام بين من يتمتعون بكفاءة جسمية وقدرة عالية على بذل الجهد.
- وقد سجلت الدراسات انخفاضاً مماثلاً في أورام الثدي بين النسـاء اللاتي يـمارسن الرياضة لمدة أربع ساعات فقط في
الأسبوع.
البروتين والدهن:
- ترجع الصعوبة في فهم دور البروتين الغذائي في تطور الأورام إلى أن تناولها يكون مصحوباً بزيادة في تناول الدهون
مع قلة في وجود الألياف الغذائية، كما أنّ هذا يتوقف على نوع النسـيج الأم ونوع الورم، ولكن بصفة عامة فإنّ نمو وتكاثر الأورام يقل بقلة البروتينات عن المعدل المطلوب لحاجة الجسـم اليومية ويزيد بزيادته بمقدار الضعف أو الثلاث أضعاف، وزيادة معدل استهلاك اللحوم يتلازم مع زيادة معدل ســرطان القولون وسرطان البروستات المستفحل والبنكرياس والمثانة.
- كما أنّ وجود الدهون المشبعة بكثرة في الغذاء يعمل على كثرة تكوين مركبات الأكسجين الحرة التي تشكل خطراً
حقيقياً على الحمض النووي وتؤدي إلى نشوء السرطانات المختلفة.
تصنيف السرطان
- يشكّل تصنيف السرطان نظاماً يستخدم في وصف الامتداد التشريحي للسيرورة الخبيثة في مريض ما.
- يمكن أن توظف أنظمة التصنيف عوامل إنذارية سريرية معينة مثل حجم الورم، توضعه، امتداده، درجته وانتشاره
إلى العقد اللمفية الناحية أو المناطق البعيدة.
- ويعتبر التصنيف الدقيق أساساً لوضع خطة تدبيرية مناسبة لكل مريض، ويُعتبر تصنيف العقد اللمفية جزءاً معيارياً من
المعالجة الجراحية، وعادةً ما يخضع مرضى السرطان الذين يعتبرون مرتفعي الخطورة لحدوث النقائل البعيدة إلى الدراسة السابقة للعمل الجراحي، ويتضمن ذلك مجموعة من الفحوص التشخيصية للمواقع التي ينتقل إليها كل نوع من الأورام بشكل انتقائي، فعلى سبيل المثال إذا كانت المريضة تعاني من سرطان الثدي في دراسة التصنيف يجب أن تتضمن صورة الصدر البسيطة، ومضان العظام، وتصوير الكبد بالأمواج فوق الصوتية أو التصوير الطبقي المحوري للبطن، والهدف من ذلك هو نفي النقائل الرئوية، العظمية والكبدية على التوالي.
- ولا تجري دراسة التصنيف عادة إلا في المرضى الذين يحتمل إصابتهم بالنقائل وفقاً لخصائص الورم البدئي لديهم،
فعلى سبيل المثال من المحتمل كثيراً أن تكون دراسة التصنيف في مريضة لديها كارسينوما قنيوية موضعة في الثدي أو ورم غازي صغير في الثدي قليلة الفائدة وغير فعالة من ناحية التكلفة.
- يُعتبر وضع معايير موحدة لأنظمة التصنيف أمراً أساسياً للسماح بمقارنة الدراسات المختلفة وفي المراكز المختلفة
وحول العالم، وإنّ أنظمة التصنيف التي اقترحت من قبل الهيئة الأميريكية المركزية للسرطان (AJCC) والاتحاد الدولي ضد السرطان (UICC) هي من بين أكثر أنظمة التصنيف قبولاً.
- وقد تبنت كل من هاتين الهيئيتين نظام TNM الموحد للتصنيف والذي يعرف السرطان حسب الامتداد التشريحي
للمرض بالاعتماد على ثلاثة عناصر:
الورم البدئي (T)، وجود النقائل إلى العقد اللمفية أو غيابها (N)، وجود النقائل إلى الأعضاء البعيدة أو غيابها (M).
- ويتشارك كل من AJCC وUICC في نظام التصنيف المطبق في الإصدار السادس من نظام التصنيف التابع لـ
AJCC والذي سرى تطبيقه في كانون الثاني 2003.
- أمّا التصنيف التشريحي المرضي (pathologic) (pTNM) فهو يتضمن المعلومات السريرية والمعلومات التي يتم
الحصول عليها من الفحص التشريحي المرضى للورم البدئي المستئاصل والعقد اللمفية الناحية.
- أما التصنيف الأخرى مثل التصنيف التالي لإعادة المعالجة (retreatment) (rTNM) أو التصنيف بفتح الجثة
(aTNM autopsy) فيجب أن يتم تحديده بوضوح في هذه الحالات.
- في حال إصابة ولو عقدة واحدة بالورم فإن العنصر N يجب أن يكون N1 على الأقل، وفي العديد من أنماط الأورام
الصلدة لا يسجل إلا غياب أو وجود النقائل إلى العقد اللمفاوية وقسم التصنيف إلى N0 أو N1.
- تعتمد ممارسة تقسيم الورم إلىمجموعات حسب المرحلة مع ملاحظة أن مهدلات البقيا تكون أعلى في الأورام
الموضعة (المراحل الأقل) مقارنة بالأورام التي امتدت وراء العضو المنشأ، وبذلك فإن التصنيف المرحلي يستخدم لتحليل مجموعات المرضى ودراستها.
- ويساعد هذا التصنيف في:
- اختيار المعالجة.
- تقدير الإنذار.
- تقييم المعالجة.
- تبادل المعلومات بين مراكز المعالجة.
- إجراء الدراسات المستمرة حول معالجة السرطانات البشرية.
- وكمثال على ذلك فإن نظام تصنيف الميلانوما يمكن له أن يميز بين المجموعات الإنذارية المختلفة حسب منحنيات
البقيا لمدة 15 عام، ومن الملاحظ أن AJCC تقوم بتحديث هذا النظام بشكل منتظم لإقحام التطورات الجديدة في التقانات الإنذارية بهدف تحسين الدقة التنبؤية للنظام، وبذلك فإن من المهم معرفة النسخة المستعملة من نظام التصنيف عند تقييم الدراسات.
تشخيص السرطان
- عادةً ما يوضع التشخيص النهائي للأورام الصلدة بإجراء خزعة من الآفة.
- تحدّد الخزعة الخصائص النسيجية للورم ودرجته، وبالتالي تساعد في وضع الخطة العلاجية النهائية حين يتم إجراء
الخزعة في مركز آخر فيجب مراجعة المقاطع النسيجية لتأكيد التشخيص الذي وضع في هذا المركز.
- وعادةً ما يتم الحصول على خزعات الآفات المخاطية بالتنظير الباطني (أي من خلال تنظير الكولون، تنظير القصبات
أو تنظير المثانة).
علاج السرطان
بشكل عام توجد في الوقت الحاضر ثلاثة أنواع أساسية للعلاج وهي: استئصال الأورام عن طريق الجراحة، المعالجة الشعاعية، والمعالجة الكيميائية.
وفي معظم الأحيان يتم اللجوء إلى هذه الأنواع المختلفة من العلاج في آنٍ معاً، أو بطريقةٍ تعاقبية، ويُركز الإجراء العلاجي الأكثر رواجاً في الوقت الحاضر على استئصال الورم عن طريق الجراحة، ومن ثم إخضاع المريض لعلاج شعاعي أو كيميائي، وذلك بهدف القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.
الجراحة:
لقد كانت الجراحة الوسيلة العلاجية الأولى المستخدمة لمعالجة الأمراض السرطانية، وهي لا تزال وحتى أيامنا هذه، العلاج الأول الذي غالباً ما يتم اللجوء إليه، سيّما وإن كان تشخيص الورم قد تم في مرحلة مبكرة، وأيضاً في حال كان موقع الورم محدداً تحديداً جيداً، إلاّ أنّ الناحية السلبية الأبرز للجراحة تكون في كونها عاجزة عن القضاء على كافة الخلايا السرطانية، لا سيما منها تلك البؤر الصغيرة التي تحتوي على أورام صغيرة جداً بحيث يتعذر علينا اكتشافها أو تشخيصها.
العلاج الشعاعي:
إنّ الهدف من العلاج الشعاعي هو القضاء على الخلايا السرطانية من خلال تعريضها للأشعة السينية العالية الطاقة، وهو علاج موضعي يُطبّق على منطقة محددة بغية الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة، كون هذه الإشعاعات تقتل في طريقها الخلايا الطبيعية أيضاً، يكثر اللجوء إلى العلاج الإشعاعي في معالجة الأمراض السرطانية، حيث أنّ 50% من المرضى المصابين بمرض السرطان في أميركا الشمالية يخضعون في معظم الأوقات إلى هذا العلاج إلى جانب العلاج الكيميائي.
العلاج الكيميائي:
لا شكّ في أنّ العلاج الكيميائي هو العلاج الأكثر إثارة للقلق والمخاوف لدى الناس الذين ينظرون إليه إجمالاً نظرة سلبية، خصوصاً بسبب الآثار الجانبية العديدة التي يخلفها على المرضى، لكن وعلى الرغم من آثاره الجانبية العديدة وغير المستحبة، يشكّل العلاج الكيميائي سلاحاً ممتازاً بالنسبة إلى أخصائي الأورام، وذلك لأن تجريع الأدوية عن طريق تمريرها عبر الأوردة يسمح للدواء ببلوغ الخلايا السرطانية المنتشرة في كافة أنحاء الجسم، الأمر الذي يستحيل فعله بواسطة الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
وكلّ الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي ما هي إلاّ سموم خلوية بالغة القوة والفعالية بحيث تقتل الخلايا وتمنعها من التوالد، وبما أنّ الخلايا السرطانية تتوالد أكثر من الخلايا الطبيعية، يُسمح العلاج الكيميائي باجتثاث الخلايا السرطانية من جذورها، مع الحرص على أن يكون تأثير الأدوية على الخلايا الطبيعية بحدّه الأدنى.
الصعوبات التي تواجهها الطرق العلاجية الحالية:
على الرغم من التقدم الهام الذي أحرز خلال السنوات الأخيرة، يجب الإقرار بأن مرض السرطان لا يزال يشكل إلى اليوم مشكلةً هامة تهدد الصحة العامة، وبأن الوسائل العلاجية المتوفرة له لا تزال تعتبر في معظم الأحيان غير ملائمة، أما الصعوبات التي تواجهها العلاجات الحالية فهي:
الآثار الجانبية:
حيث تكمن أبرز مساوئ أدوية العلاج الكيميائي في صفتها المسمّمة للعديد من خلايا الجسم الطبيعية والسليمة، الأمر الذي يؤدي إلى العديد من المضاعفات الجانبية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، انخفاض عدد الخلايا المناعية وعدد الصفيحات، وفقر الدم، والاضطرابات الهضمية (كالغثيان، وإصابة الأغشية المخاطية الهضمية) وفقدان الشعر المؤقت، هذا من دون أن نذكر المضاعفات القلبية، والمضاعفات الكلوية وسواها من المضاعفات المختلفة.
فنرى بالتالي أنّ مدة العلاج غالباً ما تكون مقيدة بهذه الآثار الجانبية، وعلى الرغم من كل ذلك فهي لا تنجح أحياناً في القضاء على كافة الخلايا السرطانية.
بالإضافة إلى أنّ بعض أدوية العلاج الكيميائي تتسبب بتحولات خطيرة في DNA الخلايا أي من شأنها أن تزيد المخاطر السرطانية على المدى البعيد.
المقاومة:
- إذا كان استخدام أدوية العلاج الكيميائي يشكل ـ على الرغم من اّثاره الجانبية ـ تحسنّاً في معالجة بعض الأمراض
السرطانية، فهو لا يزال في المقابل عاجزاً عن معالجة أنواع سرطانية عدة.
- وقد يبدو هذا الأمر غريباً بعض الشيء، نظراً لمفعول تلك الأدوية القوي، كونها في النهاية سموماً خلوية، ولكن في
الواقع، يواجه علاج السرطان عقبة هامة، ألا وهي المقاومة فإذا كان العلاج الكيميائي قادراً على التخفيف من حدة تفاقم المرض إلى حد بعيد أو حتى إلى اجتثاثه من جذوره والقضاء عليه كلياً، إلا أنه غالباً ما يعود المريض ويتعرض لانتكاسة من جراء تكرار الورم بعد مرور فترة زمنية معينة على استئصاله.
- بشكل عام، تعتبر هذه الانتكاسات بمثابة نذير شؤم، وذلك لأن هذه الأورام الجديدة غالباً ما تكون قد تحلّت بالقدرة على
المقاومة ليس فقط مقاومة الدواء المستخدم في العلاج الأول، بل وفي بعض الحالات، مقاومة الأدوية الأخرى أيضاً.
- حيث تصبح الخلايا السرطانية العائدة إلى مرحلة الأورام شديدة القوة، ومتعددة التكافؤ، وفي حالة العلاج بواسطة
أدوية المعالجة الكيميائية، ثمة آلية معينة غالباً ما تلجأ إليها الخلايا الورمية من أجل التكيّف مع السمّ، ألا وهي إنتاج بعض البروتينات التي تقوم “بضخ” الأدوية خارج الخلية، وتمنعها بالتالي من التسبب بأي ضررٍ على الإطلاق.
- أما الآلية الثانية فترتكز على التخلص من الجينات التي قد تجبر الخلية على الانتحار عندما يتمكن الدواء من الدخول
إليها.
- باختصار، حتى في حال نجاح العلاج الكيميائي في القضاء على 99.9% من الخلايا السرطانية، يكفي أن تنجح خلية
من تلك الخلايا في اكتساب خاصية جديدة تمدها بالقدرة على مقاومة الدواء، لكي ينشأ ورم جديد متكون هذه المرة من نسائل هذه الخلية الورمية الأخطر من خلايا الورم السابق.
- إذاً يجب ألا نتعجب كثيراً من هذه القدرة التكيّفية التي تتحلى بها الخلايا السرطانية، وذلك لأن آلية التكيّف هذه هي
أساس الحياة على الأرض.
الوقاية من السرطان
نودّ أن نختم ببعض النصائح حول التغييرات التي يمكن إجراؤها على نمط الحياة الرائج في المجتمعات اليوم، والتي من شأنها أن تخفف من مخاطر الإصابة بالسرطان، فقد بات معروفاً أنّ الطابع الأساسي الذي يطغى على النظام الغذائي السائد حالياً هو تطرفه سواء في تجاوزاته أو في ثغراته، (الكثير من السكر، الكثير من المواد الدهنية الدسمة، الكثير من اللحوم الحمراء من جهة، والقليل من الخضار والفاكهة والألياف الغذائية من جهة أخرى)، لذا فإن إعادة التوازن إلى الوارد الغذائي مع تجنّب المأكولات المؤذية والمضّرة بالصحة لا يمكنه أن يأتي بنتائج إيجابية وفعاّلة للوقاية من السرطان فحسب، بل يؤدي إلى تحسين الحالة الصحيّة للأفراد بشكلٍ عام.
فحتى ولو كنا دائماً معرضين لأن نصاب بأمراض سرطانية، يشكل استهلاكنا للجزيئات المقاومة للسرطان والمتوفرة في غذائنا اليومي سلاحاً علاجياً فعالاً وضرورياً من أجل إبقاء هذه الأورام خفية، والحؤول دون نموها وبلوغها مرحلة سرطانية متقدمة وخطيرة، إذ يتعين علينا أن ننظر إلى السرطان على أنه مرض مزمن يمكننا مراقبته والسيطرة عليه سيطرة يومية من خلال تناولنا مواد غذائية غنيّة بالمكوّنات المقاومة لهذا المرض، وتشمل خطوات الوقاية من السرطان:
الإقلاع عن التدخين:
نظراً لكون ثلث الحالات السرطانية ناجمة عن التدخين، فمن الطبيعي أن يشكل الإقلاع عن التدخين واحداً من التغييرات التي يتعين القيام بها والتي من شأنها التأثير بشكل كبير على الوقاية من السرطان، حيث أنّ لائحة مخاطر التدخين طويلة جداً: كارتفاع أكبر بمعدل 30 مرة في خطر الإصابة بسرطان الرئة، وارتفاع هام في خطر الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي والهضمي وسرطان البنكرياس والمثانة، بالإضافة طبعاً إلى مختلف التأثيرات الجانبية البغيضة والمزعجة الناجمة عن التدخين كفقدان حاستيّ الشم والتذوق والإصابة بأمراض القلب والتعب المزمن.
تخفيف وارد الجسم من السعرات الحرارية:
- عن طريق تجنّب شراء المأكولات “المصنّعة” الجاهزة قدر الإمكان، وذلك سواءً في الوجبات الخفيفة أوفي الوجبات
الأساسية، إذ تحتوي هذه المنتجات على الكثير من السكر، الملح، والدهون المضرّة بالصحة، في حين أنها تفتقر في المقابل إلى المواد المغذية مقارنةً مع المأكولات الطازجة، لذا يجب الاعتناء جيداً بالنظام الغذائي، بحيث نتمكن من مراقبة كمية مكوناته ونوعيتها مراقبةً أفضل.
- وبدل الاستعاضة عن الزبدة بالسمن أو المارغرين، يفضل استخدام زيت الزيتون كمادة دهنية دسمة، وذلك للاستفادة
من شحومه المفيدة للصحة ومن خصائصه المقاومة للسرطان.
- في النهاية، إنّ الطريقة الأسهل والأبسط للتخفيف من وارد الجسم من السعرات الحرارية هي بألا ننظر إلى البرغر،
والهوت دوغ أو سندويشات السجق الساخنة والبطاطا المقلية، وكسرات الخبر، والمشروبات الغازية على أنها مأكولات يومية، إنما على أنها مأكولات ندلل بها أنفسنا من حين لآخر.
التخفيف من استهلاك اللحوم الحمراء:
يزيد الاستهلاك الكثير للحوم الحمراء (كلحم البقر ولحم الغنم) من مخاطر الإصابة بسرطان القولون، كما وأنه يمدّ الجسم بكميات هائلة من السعرات الحرارية على شكل مواد دسمة من شأنها أن تساهم في زيادة وزن الجسم وبدانته، لذا يفضل أن ننوّع غذاءنا من خلال اللجوء إلى اللحوم الأقل دسماً كالدجاج أو السمك (ولا سيما ذاك الغنيّ بالأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3)، وأن نحاول من وقت لآخر استبدال شريحة اللحم التي نتناولها بمصادر بروتينية أخرى (كالبقوليات مثلاً)، فلا ينبغي على اللحوم أن تكون بالضرورة هي المكون الأساسي للطبق.
تجنب المأكولات التي تحتوي على مواد مسرطنة:
- تزيد اللحوم المدخّنة وسواها من المأكولات التي تحتوي على مواد حافظة كالنتريتات (مثل النقانق والسجق) من
مخاطر الإصابة ببعض الأمراض السرطانية، وذلك بسبب تحوّل النتريتات إلى مواد جدّ مسرطنة، لذا لا بدّ من تجنب تناول هذه الأطعمة قدر الإمكان وكذلك اللحوم المتكربنة، فعند طهو اللحوم على النار، تنشأ على الشحم السائل منها والمشتعل عناصر سامة، ألا وهي الهيدروكربورات المعطرة والمنكهة التي تلتصق بسطح اللحم والتي لها تأثيرات مسرطنة.
- بالإضافة إلى ذلك، لدينا أيضاً عناصر مسرطنة أخرى كالأمينات المتغايرة الحلقات التي تتشكل من جرّاء طهو
البروتينات الحيوانية على درجة حرارة مرتفعة، لكن تقترح بعض الدراسات الحديثة نقع اللحوم بالأحماض، كعصير الليمون أو البرتقال مثلاً، لأن من شأن ذلك أن يخفف من تشكل تلك المواد السامة.
- كذلك ينبغي تجنب استهلاك المنتجات المحفوظة بالملح، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الدول التي تستهلك الكثير من
هذه المأكولات تكثر فيها الإصابات بسرطان المعدة (كالبرتغال، واليابان، والصين، وأمريكا اللاتينية).
ممارسة التمارين الرياضية
- ليست التمارين جيدة فقط للحفاظ على المرونة واللياقة البدنية، فقد أظهرت العديد من الدراسات احتمال وجود علاقة
بين النشاط الجسدي من جهة وانخفاض معدل الإصابة ببعض الأمراض السرطانية، كسرطاني الثدي والقولون، من جهة أخرى.
- وبالإضافة إلى كون النشاط الجسدي المنتظم يخفف من البدانة التي تعتبر من العوامل الهامة المسؤولة عن الإصابة
بالسرطان.
- كما أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أنه يمكن للنشاط المعتدل (3- 5 ساعات من المشي في الأسبوع مثلاً) أن يخفف
كثيراً من معدل الوفيات لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه ليس من الضروري إطلاقاً أن نلتزم ببرنامج تدريبي أولمبي لكي نستفيد من التمرين، فيكفي أن نمشي قدر ما نستطيع خلال النهار، كما ويمكننا أيضاً أن نستفيد من صعود الدرج بدل استخدام المصعد.
تناول الطعام بلذة وبطريقة صحية:
قد اشتهرت مثلاً الشعوب الشرق أوسطية باستخدامها البقوليات في طهوها منذ أكثر من 3.000 سنة، ولقد اكتسبت خبرة واسعة في إعداد هذه الأنواع من الأطباق، أما المطبخ الآسيوي فيقدم لنا من جهته احتمالات عدة لاستخدام الصويا بأشكاله كافة، هذا من دون أن نذكر الاستخدام المنهجي والنظامي في فنون الطهو هذه للعديد من الخضار المفيدة للصحة، ولا سيما منها الملفوف على أنواعه، أما الشعوب المتوسطية واليابانيون فقد اشتهروا بتحضير الأسماك وثمار البحر، ويمكن لكتبهم أن تساعد في إعداد هذا النوع من الأطباق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإيطاليين والإسبان مع الطماطم والهنود بالنسبة لمختلف أنواع الكاري.
تناول الخضار الصليبية بكثرة:
فهي تحتوي على كميات كبيرة من المركبات المقاومة لنمو الأورام وتفاقمها وخصوصاً البروكلي والملفوف.
تناول المزيد من الثوم والبصل وأخواتهما:
حيث يعد الثوم بشكل خاص المصدر الأول والأفضل للمركبات المقاومة للسرطان.
إدخال الصويا إلى أنظمتنا الغذائية:
ويكمن سرّ الاستفادة من تأثيرات الصويا وفوائده المقاومة للسرطان في استهلاكنا للمواد الكاملة أي فول الصويا الطبيعي أو المجفف يومياً.
- إضافة ملعقة صغيرة من الكركم إلى الحساء وأطباق الطعام المختلفة التي نتناولها يومياً.
- الحرص على تناول الشاي الأخضر يومياً، لغناه بالكاتيشينات المقاومة للسرطان.
- تناول الثمار الصغيرة (كالفريز، التوت والترنجان) والتي تعتبر مصدراً هاماً للجزيئات المتعددة الفينول المقاومة
للسرطان.
- الحرص على أن تكون الطماطم بين الخضار المتناولة يومياً، وذلك لغناها بالليكوبين المقاوم للسرطان، ولا يبلغ نشاط
الليكوبين حدوده القصوى إلا بعد طهو الطماطم مع بعض المواد الدسمة (كالصلصات) أو بمجرد إضافة الزيت إليها.
- تناول مربعين من الشوكولا السوداء وزنهما 40 غ تكفي لإمداد الجسم بكمية جيدة من الجزيئات المتعددة الفينول
المقاومة للسرطان.