تغذية مريض السكري المسن

1- داء السكري Diabetes Mellitus :
داء السكري عبارة عن نقص أو عدم إفراز أو عدم الاستفادة من هرمون الإنسولين الذي يفرز من خلايا البنكرياس , و بواسطة هذا الهرمون يتم الاستفادة من المواد السكرية في الجسم على الوجه المطلوب . و نظراً لأن هذا المرض يلازم المريض خلال فترة حياته فلا بد من مشاركة و تفهم المريض بكل طرق العلاج , حتى تقلل من خطورة المرض و التي قد تكون له أعراض حادة كالغيبوبة نتيجة زيادة أو نقص السكر في الدم أو أعراض مزمنة كأمراض القلب و الأوعية الدموية أو تلف في الشبكية و فقدان البصر أو أمراض الكلى أو غيرها .

و مع تقدم العمر تزيد نسبة السكر في الدم نتيجة قلة إفراز الإنسولين و انخفاض فعاليته , و زيادة وزن الجسم , و فشل تنظيم إنتاج السكر من الكبد , و قلة النشاط البدني . وقد اعتمدت جمعية السكري الأميريكية American Diabetes Association سنة 1997 م تقسيم داء السكري إلى نوعين أساسيين هما :

أ‌- داء السكري من النوع الأول Type I Diabetes :
يعتمد هذا النوع على تناول الإنسولين لمنع ازدياد تكون الأجسام الكيتونية Ketone Bodies و التي تزيد من حموضة الدم مما يؤدي إلى الوفاة , وغالباً ما يصاب به الإنسان قبل سن الثلاثين , و عادة ما يكون المصاب به نحيفاً .

ب-داء السكري من النوع الثاني Type II Diabetes :
لا يعتمد هذا النوع على تناول الإنسولين لاستمرار الحياة , بمعنى أن المصاب به لديه قلة في إفراز الإنسولين أو عدم فعاليته و يكون المصاب به لديه زيادة في الوزن . و يأتي عادة للإنسان في الكبر أي بعد الأربعين . و يبدو أن هذا النوع مرتبط بالتغذية بمعنى قد تستعمل الحمية الغذائية فقط لعلاجه , و أحياناً يتم تناول الأقراص الدوائية و في قليل من الأحيان تناول الإنسولين بالإضافة إلى الحمية .

ويهدف التنظيم الغذائي لمرضى السكري لدى المسنين إلى :
1- منع زيادة أو نقصان السكر في الدم .
2- المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة للطول .
3- مراعاة الاحتياجات الغذائية و الطبية للأمراض الأخرى المصاحبة للمرض .
4- تحسين الصحة العامة للفرد من خلال تزويده بالاحتياجات الغذائية .
5- تقديم أغذية مقبولة من ناحية الطعم , و الرائحة , و الشكل , و المظهر , والعادات , و التقاليد .

ج- استراتيجية التخطيط الغذائي Meal Planning Strategies

لا توجد خطة غذائية واحدة لمرضى السكري , و لكن تعتمد الخطط الغذائية على كل مريض و حالته المرضية على حدة . و هناك بصورة عامة بعض الفروق الاستراتيجية بين مرضى داء السكري من النوع الأول و النوع الثاني .

العوامل داء السكري من النوع I داء السكري من النوع II
السعرات الحرارية عادة ما يعاني المريض من انخفاض في الوزن,لذلك يزيد من المتناول للوصول إلى الوزن المثالي بالنسبة للطول غالباً غالباً ما يعاني المريض من زيادة في الوزن , لذلك يخفض من السعرات الحرارية للمرضى الذين يعانون من السمنة
تأثير الأطعمة تناول الأطعمة و تعاطي الإنسولين مهمان للمحافظة على مستوى سكر الدم قد يكتفي بالحمية الغذائية في المحافظة على مستوى سكر الدم
توزيع السعرات الحرارية خلال اليوم يجب تحديدها يومياً لتنظيم سكر الدم تنظيم كميات الكربوهيدرات خلال الوجبات غير مهم
تحديد وقت الوجبات الغذائية مهمة جداً تبعاً لنوع الإنسولين يفضل ولكن غير أساسي
تناول وجبات خفيفة مهم لتجنب حدوث انخفاض في مستوى سكر الدم من تأثير بعض أنواع الإنسولين لا يوصي بتناولها
تناول الكربوهيدرات في حالة النشاط البدني تناول 20 غرام من الكربوهيدرات لكل ساعة من النشاط الرياضي الخفيف لا تحتاج إلا إذا كان المريض يتعاطى حقن إنسولين أو حبوب تخفيض سكر الدم
استعمال الطعام لمنع أو علاج هبوط سكر الدم مهم جداً غير مهم

الجدول : الاستراتيجية الغذائية لمرضى السكري من النوع الأول و النوع الثاني

و غذاء مرضى السكري مشابه للغذاء الصحي المتوازن لغير المريض من ناحية الكمية و النوعية . و قد يختلف بناء على نوعية داء السكري و على الحالة الصحية للمريض .
و خلال العقدين السابقين حدثت تغيرات جذرية في النصائح الغذائية لمرضى داء السكري حول كيفية التحكم في غلوكوز الدم . و بصورة عامة , كان ينصح قديماً بالامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات , فنتج عن ذلك زيادة تناول الأطعمة الغنية بالدهون مما أدى إلى ظهور مضاعفات أمراض الأوعية الدموية و القلب على مرضى داء السكري , لذلك تراجعت النصيحة بالامتناع عن تناول الكربوهيدرات . و بناء على ذلك تم التشجيع على تناول الكربوهيدرات المركبة و تجنب السكريات البسيطة .
و عند تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات فإنها تتحلل في الجهاز الهضمي إلى السكريات الأحادية ( غالباً الغلوكوز ) و يتم امتصاصها في الدم . و هنا يرتفع تركيز الغلوكوز في الدم إلى أقصى حد خلال 20-30 دقيقة ثم يتراجع ببطء إلى مستوى الصيام بعد 90-180 دقيقة نظراً لانتقال الغلوكوز إلى الأنسجة و الذي يتم بطريقة تستلزم وجود الإنسولين .

وقد ظهرت في السنين الأخيرة نتيجة الأبحاث العلمية و التجارب الميدانية على الأفراد الأصحاء و المصابين بداء السكري عند تناولهم أطعمة حقيقية و ليست محاليل سكرية أو نشوية بأن فكرة الكربوهيدرات المركبة أو البسيطة لا تدل على كيفية سلوك أو تعامل الكربوهيدرات مع جسم الإنسان , فالاستجابة الفيزيولوجية للأطعمة عملية معقدة . لذلك فإن الاعتقاد القديم بأن هضم الكربوهيدرات المركبة ( النشويات ) مثل الأرز و البطاطس امتصاصها يكون بطيئاً و بالتالي يرتفع تدريجياً مستوى السكر في الدم , في حين أن السكريات البسيطة يكون هضمها و امتصاصها سريعاً مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم , قد أصبح هذا الاعتقاد عديم الجدوى . حيث يعتمد تأثير الأطعمة الكربوهيدراتية على مستوى غلوكوز الدم تبعاً لمؤشر سكر الدم , و يمكن تعريف مؤشر سكر الدم بمستوى تركيز الغلوكوز في البلازما بعد تناول الفرد 50 غراماً من الغلوكوز النقي ( كطعام معياري ) .

إن فكرة (مؤشر سكر الدم Glycolic Index ) نشأت كطريقة للمقارنة بين تأثير الطعام بصفة عامة أو الكربوهيدرات بصفة خاصة على الشكل الكلي للتمثيل الغذائي للغلوكوز . وفي هذه الطريقة يقاس مؤشر سكر الدم للأطعمة بالمساحة تحت منحنى تركيز غلوكوز الدم بعد فترة من استهلاك الطعام , ومقارنة ذلك مع الاستجابة للطعام المعياري الذي يحتوي على كمية متساوية من جزئيات الكربوهيدرات التي يمكن الاستفادة منها , و يعادل مؤشر سكر الدم 100 في حالة استعمال 50 غراماً من الغلوكوز .

وتظهر التوصيات الحديثة أن احتياج مرضى داء السكري من الكربوهيدرات تقدر بحوالي 50-60 % من السعرات الحرارية الكلية اليومية . و يفضل تناول قدر أكبر من السكريات المركبة لأنها تحتوي على عناصر غذائية أخرى مثل الألياف و الفيتامينات و المعادن , مع أن الأطعمة التي تحتوي على سكر الطعام (السكروز) لم تعد ممنوعة بشرط أن يتم حسابها ضمن السعرات الحرارية التي يتناولها المريض يومياً .
وتعتمد التفرقة بين الأطعمة السكرية و الأطعمة النشوية أو بين الكربوهيدرات البسيطة و المركبة على التحليل الكيميائي للأطعمة , في حين أن جسم الإنسان لا يفرق بين هذه المركبات.