أفضل المغذيات للعين

pexels photo 1715091

 

تتأثر كافة أعضاء جسمنا بالغذاء الذي نتناوله، ولكن جزءٌ كبير منا لا يعلم ما هي أفضل المغذيات للعين وما الرابط بين التغذية وصحة العين.

إن العين كباقي أعضاء الجسم الذي يحتاج للمواد المغذّية لنمو الخلايا ولترميم التآكل والتّلف الحاصل في أنسجة وخلايا الجسم ولحمايته ضدّ العدوى والالتهاب ولضمان عمل أجهزته بشكلها الصّحيح.

فالتّغذيّة السّيّئة يمكن أن تساهم في تشكيل الساد وتطويرمرض التنكّس الشيخي المرتبط بالعمر (Macular DegenerationAge-Related  )(AMD )، فهناك عدد من العوامل الّتي تزيد خطر (AMD ) مثل وجود تاريخ عائلي (وراثة) للمرض, وعوامل أخرى تعزى إلى التّغذيّة والتي تسبّب بطء في عملية الأكسجة, كما يحدث عند التّقدّم بالسّن.

فالأكسجين ينتج المواد الكيماويّة التي تدعى الجذور الحرّة. والّتي تتلف وتؤذي وتضرّ الخلايا أو تمنعهم من الانقسام أو التّجدّد وبالتّالي تمنعهم من أداء عملهم.

إنّ أجسامنا تمتلك آلية حماية طبيعيّة ضدّ تأثير الجذور الحرّة ولكن في حالات وظروف معيّنة تكون هذه الحماية معدومة أو ليست جيّدة بما فيه الكفاية.

و الضّرر الذّي تسببّه تزايد الجذور الحرّة يُدعى بعملية (oxidative).

في حالة (AMD)هناك اعتقاد بأنّ الجذور الحرّة تتلف شبكيّة العين (الطبقة الحسّاسة للضّوء) داخل العين.

ووجد أنّ أكثر الفيتامينات وبعض المعادن تساعد الجسم والعيون لمقاتلة تأثير الجذور الحرّة؛ وهذه معروفة بمانعات التّأكسد.

أفضل المغذيات للعين

فيتامين أ  (vitamin A)  :

المعروف بفيتامين العين الجوهريّ ( Ultimate Eye Vitamin).

وهو ضروريّ جدًا لصّحّة العين و خاصّة خلايا الشّبكيّة، حيث يوجد على شكلين : فيتامين A1الرّتينول (Retinol) في كبد الأسماك البحريّة، وفيتامين A2 (3-Dehydroretinol) في كبد الأسماك النّهريّة ومفعوله يُقدّر بنصف مفعول فيتامين A، أما في النّباتات فإنّ صبغة الكاروتينوئيدات الصّفراء تتحول في جدر الأمعاء إلى الرتينول ويعطي β– كاروتين وهو أحد الأشكال النّشطة للكاروتينوئيدات عند انقسامه في جدر الأمعاء جزيئين من فيتامين A.

يُمتصّ الرّتينول في الإثني عشر ويعتمد امتصاصه على ظروف امتصاص الدّهون فجميع الأمراض الّتي تؤثّر في امتصاص الدّهون مثل أمراض الكبد و انسداد المرارة و تليّف البنكرياس تؤثّر سلباً في امتصاص فيتامين A؛ ويمتص فيتامين A1 بعد أن يتحرر من أستراته الموجودة في الغذاء فتعاد أسترته من جديد مع حمض البالمتيك ليتشكّل بالميتات الرّتينول الّتي تنتقل بالّدقائق الكيلوسيّةchylomicron عبر الجهاز اللّمفي إلى الدّم ومن ثمّ إلى الكبد ليُخزّن فيه وعند الحاجة يتحرّر هذا الفيتامين من الكبد و يرتبط مع بروتين يسمى بالبروتين الرّابط للرّتينول الّذي ينتقل عبر الدّم ليصل للنّسج المستهدفة و يتحوّل إلى ريتينال (Retinal) و ريتينوئيك أسيد (Retinoic acid) .

  • يؤدّي فيتامين A دورًا كبيرًا جداً في عملية الرّؤية: حيث تحوي شبكيّة العين على نوعين من مستقبلات الضّوء هما الخلايا العصويّة ( Rods ) و الخلايا المخروطيّة ( Cones). وتؤمّن الخلايا العصويّة الإبصار في الضّوء الخافت (Scotopic vision) أي الرّؤية في الظّلام، والثّانية مسؤولة عن الإبصار نهاراً أي في الضّوء السّاطع. وتحوي الخلايا العصويّة على صبغات حسّاسة جدّاً للضّوء تسمى بالرّودوبسين (Rhodopsin) (chromoproteins) أو الأرجوان البصريّ الحسّاسة للضّوء الخافت، وهي تتكوّن من اتحاد بروتين يسمى بالأوبسين(Opsin) مع سيس ريتينال (cis-retinal)، عندما يصطدم الضّوء السّاطع بالرّودوبسين يتحرّر التّرانسريتينال و الأوبسين ويؤدّي هذا إلى التأّثير في الدّماغ فيسمح بتمييز الضّوء وبالتّالي الرّؤية من خلال تغيير في نفوذيّة الشّوارد السّالبة و زيادة القطبيّة في الغشاء فتحصل إثارة النّبضة العصبيّة، إلاّ أنّ قسماً من الرّتينال المتحرر يعودّ ليتحد مع الأوبسين(Cis) في الضّوء الخافت ليتشكّل من جديد الرّودبسين. وهذه الظّاهرة هي أساس الرّؤية في الظّلام ولهذا يؤدّي نقص فيتامين A  للإصابة بالعشى الّليليّ أي عدم القدرة على الرّؤية بوضوح في الضّوء الخافت.
  • يساعد فيتامين A على ترطيب العين.
  • يحسّن الحدّة البصريّة.
  • يعمل على ضبط العيون لتغيّرات الإضاءة.
  • يقي من تشكّل السّاد
  • يساعد على الوقاية من العمى النّاتج عن AMD.

أعراض نقص فيتامين A :

تنتشر أعراض نقص فيتامين A عند الأطفال نتيجة نقص المخزون الكبديّ من هذا الفيتامين . أما عند الكبار فإنّ المخزون قد يكون كافيا لمدّة طويلة ، ولكن مع استمرار النّقص تحدث أعراض مرضيّة عديدة منها :

  • العشى الّليليّ (Night blindness ).
  • جفاف الجلد و الأغشية المخاطيّة مصحوبة بجفاف قرنيّة العين( Xerophthalmia ).
  • جفاف و حكة في العيون يؤدّي إلى تعبها بسرعة .
  • ضعف الرّؤية في الضّوء ، وبطء ضبطها عند الانتقال من الضّوء إلى الظّلام .
  • تقرّح القرنيّة و العمى عند العوز الشّديد لهذا الفيتامين.

 

أين يوجد فيتامين A ؟

يوجد هذا الفيتامين في زيوت كبد الحوت وهو من أغنى المصادر بفيتامين A ويوجد كذلك في الكبد و صفار البيض و الحليب و مشتقاته و لكن بكميّات قليلة، كما تتواجد البيتا كاروتين الّتي تتحوّل إلى فيتامين A في الجسم في بعض أنواع الخضار كالجزر والسّبانخ و البقدونس والنّعناع و بعض أنواع الفواكه كالمشمش و الموز و الدّرّاق .

أفضل المغذيات للعين
أفضل المغذيات للعين

من الملاحظ أنّ الكاروتين حسّاس للغاية لأكسجين الهواء حيث أنّه يُفقد في غضون (20) دقيقة لتقشير و تقطيع الخضار و الفواكه  لذلك يُنصح باستهلاك الفواكه و الخضار مباشرة بعد التّقشير و التقطيع.

 

فيتامين C :

يُدعى ببطل الرّؤية الأعظم (Vision Super Hero) .

تأتي أهميّته بأنّه مضاد للأكسدة و له ارتباط وثيق بالوقاية من السّاد، إنّ المستوى المنخفض من فيتامين C في عدسة العين يؤدّي إلى الزّرق و إعتام عدسة العين، و قد أظهرت دراسة أُجريت في الولايات المتّحدة أنّ أخذ (300 – 600 ) ملغ في اليوم من مكمّلات فيتامين C تخفّض مخاطر السّاد حوالي 70 %. وتؤخّر MD و تخفّض ضغط العين عند مرضى الزّرق.

يقوم فيتامين C كونه مضادّ للأكسدة بحماية فيتامين A و D و الأحماض الدّهنية متعدّدة عدم الإشباع من الأكسدة و التّلف.

نقص فيتامين Cيسبّب :

مرض الإسقربوط الّذي يتظاهر بالضّعف العام و نقص الوزن و ضيق التّنفّس مع فرط تقّرن و نزف تحت الجلد يظهر على شكل بقع صغيرة على الأطراف يتبعه نزف في الملتحمة و الشّبكيّة و الأنف و القناة الهضميّة ، بالإضافة إلى نزوف لثويّة و تشوّه و تخلخل الأسنان مع آلام المفاصل و تأخّر شفاء الجروح.

أين يوجد فيتامين C ؟ 

تمّ العثورعلى فيتامين C في الفواكه و الخضراوات الطازجة بما في ذلك الحمضيات و الملفوف و القرنبيط و البروكلي و الفليفلة الخضراء و البقدونس .

القليل جدّا من هذا الفيتامين يتمّ تخزينه في الجسم كما أنّه لا يمكن تصّنيعه و الأطعمة الّتي تحتويه يُنصح بتناولها يومياً و بشكل طازج و يفضّل في كلّ وجبة لأنّه يُفقد بسهولة من الطّعام ويتمّ تدميره بواسطة الحرارة و التّخزين الطّويل لذلك يُنصح بتناول الخضار و الفواكه مباشرة بعد تقطّيعها لأنّ تركها مدّة طويلة في الهواء الجويّ يسرّع من أكسدة و تحطّم فيتامين C فيها.

فيتامين E :

هو من أكثر مضادّات الأكسدة الطّبيعية أهميّة فهو مضادّ أكسدة قويّ مما يعني أنّه يعادل المواد غير المستقرّة المعروفة باسم الجذور الحرّة الّتي يمكن أن تسبّب الضّرر و خصوصاً إلى أغشيّة الخلايا؛ و لذلك فهو قادر على توفير حماية ضدّ طائفة واسعة من الحالات الإنحلالية( التنكّسية )( Degenerative )

أهميّته بالنّسبة للعين :

  1. يخفّف من التّراكم المفرط للسّوائل ( الوذمة ) ( Edema ) ، الّذي يمكن أن يكون سبباً للزّرق (Glaucoma ) .
  2. يساعد في الحماية من السّاد ( Cataract )؛ حيث أظهرت دراسة سريريّة  أنّ أخذ فيتامين Eيخفّض خطر الإصابة  بالسّاد إلى النّصف .
  3. يُعتبر فيتامين E عامل وقاية من( AMD ) .
  4. أظهرت دراسة أنّ اجتماع فيتامين (E )مع فيتامين (C) لهاتأثير وقائيّ من الأشعة فوق البنفسجيّة (UV) .

 

أعراض نقصه :

ضعف عضلات ، خسارة الكتلة العضليّة ، ظهور حركات شاذة في العين ، رؤية ضعيفة ،

التهاب العنبة ( القميص العضليّ الوعائيّ ) حيث تحتوي العنبة العديد من الأوعية الدمويّة التي تغذّي العين . التهاب هذه المنطقة يمكن أن يؤثّر على القرنيّة ، شبكيّة العين ، الصّلبة وأجزاء مهمة من العين.

 

المصادر الغذائيّة لفيتامين E :

أفضل المغذيات للعين
أفضل المغذيات للعين

يوجد في الزّيوت النّباتيّة كزيت الذّرة ، فول الصويا ، الحبوب الكاملة وفي الخضار الورقيّة الغامقة بكميّات قليلة و الأفوكادو والمكسّرات. ويُفقد بسهولة عند تحضير الأغذية كالطّهي و الطّحن و التّجميد و عند تخزين الطّعام أو التّعرض للهواء. كما يفضّل استخراج الزّيوت من البذور و الحبوب على البارد بدلاً من الضّغط باستخدام الحرارة أو بالمواد الكيماويّة كي لا يُفقد فيتامين E منها.

 

مجموعة فيتامينات B  (B  complex ) :

تضمّ هذه المجموعة عدداً من المركّبات تختلف فيما بينها بتركيبها الكيميائيّ وتأثيرها الوظيفيّ، و تشترك فيما بينها بوظائفها الحيويّة في عمليات استقلاب الغذاء و إنتاج الطّاقة حيث تدخل فيتامينات هذه المجموعة كجزء من النّظم الأنزيميّة الضّروريّة في استقلاب الأغذية و إنتاج الطّاقة، وكلًا منها متمّم لعمل بقية الفيتامينات المنتمية لهذه المجموعة لذلك عند معالجة نقص أحد الفيتامينات يُعطى خليط من جميع هذه الفيتامينات.

تشمل هذه المجموعة على الفيتامينات التّالية :

  • فيتامين B1 ( Thiamin )
  • فيتامين B2 ( Riboflavin )
  • النياسين أو حمض النيكوتينيك.
  • فيتامين B6 ( Pyridoxine ).
  • حمض الفوليك (Folic acid ).
  • فيتامين B12 ( Cobalamins ). و غيرها .

أهميتها بالنّسبة للعين :

هذه المجموعة ضروريّة للتّمثيل الغذائيّداخل خلايا العين.

تساعد مجموعة فيتامينات B  في منع تساقط الأهداب .

فيتامين B2 ( Riboflavin ) يساعد على : 1 – تخفيف إجهاد العينين

2- وصول الأكسجين إلى أنسجة العين.

فيتامين B6 ( Pyridoxine ) يعتبر هامّا في علاج جفاف ملتحمة العين.

فيتامين B12  (Cobalamins ) يقي من ضرر الأعصاب في العين.

أعراض نقص واحد أو أكثر من فيتامينات B بالنّسبة للعين:

  • صعوبة في البقاء في الهواء الطّلق على الرّغم من عدم وجود أشعة شمس.
  • عيون دامعة
  • إحساس بالحرقة
  • عيون مدمّاة ( Blood – shot eyes )
  • بقع داكنة أثناء الرّؤية
  • العمى.
  • يرتبط نقص فيتامين B2 ( Riboflavin ) بالإصابة بالسّاد.

الإفراط في استهلاك السّكر المكرّر و الشّاي و القهوة والمشروبات الغازيّة و التّبغ و الكحول يستنفذ مخازن فيتامينات B في الجسم .

لذا ينصح بالحرص على تناول أفضل المغذيات للعين التي قمنا بذكرها في هذا المقال، والتقليل من الأغذية التي تضر بصحة الجسم كالسكر والمشروبات الغازية والتبغ والكحول.