تعتبر الريح الصدرية من الأمراض الصدرية التي يشيع حدوثها والتي يمكن أن تتكرر، ولكن ما هي أسباب تكرر الريح الصدرية ؟ وما هي أسباب حدوثها من الأساس؟
جميعنا يعرف أن وظيفة الرئة الأساسية هي إدخال الهواء و إخراجه عبر مجرى التنفس الطبيعي من الأنف إلى البلعوم الأنفي إلى القصبات ومن ثم القصيبات إلى الرئتين .
وحدوث خلل في دخول الهواء، ودخوله إلى غير المجرى الطبيعي يؤدي لحدوث الريح الصدرية، والتي تعرف بتجمع للهواء في جوف الجنب المحيط بالرئة، وهذا الجوف (الحيز) محصور بين غشائين يلامسان بعضهما في الحالة العادية، هذان الغشائين يسميان الجنب الجداري والجنب الحشوي، وفي الحالة الطبيعية لا يحتوي هواء داخله، أما في حالات الريح الصدرية يحدث تجمع للهواء داخله وزيادة الضغط على الرئة مسببة أعراض الريح الصدرية من انخماص الرئة وفقدان وظيفتها كليا أو جزئيا .
أقسام الريح الصدرية
وتقسم الريح الصدرية حسب أسباب حدوثها إلى :
- ريح صدرية عفوية: وهي الغالبة الحدوث، وتكون كمية الهواء في جوف الجنب قليلة عادة وينصرف تلقائيًا دون علاج، وتتطلب مراقبة فقط في معظم حالاتها، أما في الحالات الأكثر شدة قد تتطلب استخراج الهواء باستخدام أنبوب وهناك حالات تحتاج لتفجير وعمل جراحي .
ولعل أبرز العوامل المؤهبة لحدوث الريح الصدرية العفوية حدوثها عند رجال مدخنين، طوال القامة، النحيلين، حيث يكون هؤلاء أكثر عرضة من غيرهم لحدوث الريح الصدرية العفوية من النساء. وتعد هذه الأسباب من أهم أسباب تكرر الريح الصدرية إذ تزداد خطورة تكرارها كلما زادت فترة التدخين وكلما زاد عدد السجائر المستهلكة في اليوم، وتظهر على الصورة الشعاعية البسيطة بشكل فقاعات هوائية في قمة الرئة، وأكثر فئة عمرية تصيبها بين عمري ال 15 سنة وال ال 40 سنة .
وانفجار هذه الفقاعات الهوائية يؤدي إلى ألم شديد في الصدر و صعوبة في التنفس.
كما قد تحدث الريح الصدرية العفوية عند الرضع الذين أجري لديهم إنعاش شديد باستخدام ضغط قوي على الرئتين أدى إلى تمزق الرئة وخروج الهواء منها إلى جوف الجنب وانخماص الرئة .
- النوع الآخر من الريح الصدرية المتكررة تسمى ريح صدرية ثانوية لأسباب عديدة مثل حوادث السير أو أذيات ناجمة عن استخدام أدوات كليلة أدت إلى تمزق الرئة ، وأحيانا تحدث الريح الصدرية الثانوية نتيجة تداخلات طبية كإدخال إبر أو إجراء التنظير ويلاحظ تكرارها بشدة مع الزمن عند حدوث أي وعكة صدرية (إنتانات تنفسية – رشح –كريب ) لذا يجب الحذر بشدة لدى هذه الفئة من المرضى وحماية أنفسهم من أبسط مرض يصيب الطرق التنفسية .
ويشكل الداء الرئوي الانسدادي المزمن COPD حوالي 70% من حالات الريح الصدرية، كما يعد التليف الرئوي من أكثر الأسباب التي تؤدي للريح الصدرية، والتهابات الرئة كالإصابة بالسل والمتكيسة الرئوية وأمراض الرئة الخلالية كالساركوئيد، ومرض المنسجات وأمراض النسيج الضام كالتهاب الفقار المقسط ومتلازمة مارفان، التهاب الجلد والعضلات، والتهابات المفاصل .
كما تعد السرطانات سببا هاما للريح الصدرية كسرطان الرئة والساركوما .
كما أن هناك ريح صدرية تحث عند فئة قليلة من النساء عند حدوث الدورة الشهرية والبطانة الرحمية الهاجرة (الإندومتريوز) .
هذه الأسباب جميعها من إنتانات الرئة المتكررة والسل الرئوي والتدخين والربو والنفاخ الرئوي من أبرز أسباب تكررالريح الصدرية .
ما هي أبرز أعراض الريح الصدرية ؟
ألم ضاغط في الصدر، صعوبة في التنفس، انخفاض مستوى الأوكسجين، انخفاض ضغط الدم، انحراف المنصف والقصبات الهوائية بعيدًا عن الجانب المصاب إلى الجانب الآخر، آلام شرسوفية (آلام في أعلى البطن بمنطقة المعدة)، كما يلاحظ تورم وانتفاخ في أوردة العنق كعلامة لارتفاع الضغط الوريدي الوداجي، وتزداد معدل ضربات القلب، ويتسرع التنفس، ويلاحظ خفوت الأصوات التنفسية في جانب من الصدر .
ومن أبرز علامات نقص الأكسجة الملاحظة تلون الجلد والشفاه باللون الأزرق .
ما هي أبرز وسائل تشخيص الريح الصدرية ؟
عادة يتم استخدام الأشعة السينية البسيطة للصدر، أو التصوير المقطعي المحوسب .