تتعرض المرأة إلى العديد من التغيرات التي تصيب جسدها أثناء الحمل، ومن ضمن المواضيع التي يجب أن تتطلع عليها الحامل القرحة المعدية و الحمل.
تعتبر فرص حدوث القرحة المعدية خلال الحمل قليلة، فيمكن أن تصاب أكثر بالتهاب المعدة و الأمعاء، القلس المعدي المريئي. ولكن سنركز في هذا المقال على موضوع القرحة المعدية الحاصلة في الحمل.
أسباب حدوث القرحة المعدية في الحمل :
تحدث قرحة المعدة نتيجة ضعف و تقرح و تلاشي البطانة المخاطية في المعدة .
وليس من المعروف ما السبب الذي أدى إلى هذا الضرر الحاصل في الطبقة البطانية، لكن من الأسباب الشائعة لحدوث قرحة في المعدة أثناء الحمل إصابة الحامل بالباكتيريا المسماة الهيليكوباكتر.
كما تلعب التغيرات الهرمونية التي تحدث في الحمل و تؤدي إلى ارتداد الأحماض المعدية من المعدة إلى المريئي دورًا في زيادة نسبة حدوث القرحة المعدية.
يمكن للاستخدام طويل الأمد لبعض العقاقير المضادة للالتهابات اللاستيروئيدية كالإيبوبروفين و غيرها أن تؤدي إلى ظهور القرحة المعدية عند الحامل .
كما يشكل التدخين بكميات كبيرة دورًا هامًا في ظهور القرحة المعدية عند الحامل و غيرها من الأشخاص أيضًا.
وهناك حالة نادرة تدعى متلازمة زولينجر اليسون تشكل ما يقل عن 1% من أعراض القرحة الهضمية، و هي عبارة عن نمو ورمي في البنكرياس أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة ( الاثني عشر ) ، يحدث في هذه المتلازمة زيادة إفراز الحمض المعدي، و يكون علاجها بالأدوية التي تقلل إفراز الحمض المعدي و تشفي التقرح .
أعراض القرحة المعدية في الحمل :
تعد قرحة المعدة من الأمور غير الشائعة عند الحامل و إذا حدثت تكون أعراضها خفيفة بسبب قلة نشاط المعدة و حموضتها و زيادة إفراز الهيستاميناز من المشيمة، الأمر الذي يمكن أن يحمل بعض التحسن لأعراض القرحة خلال الحمل .
أعراض القرحة المعدية عند الحامل عديدة جدا ، تشبه أعراض مرض القلس المعدي المريئي ( الارتجاع المعدي المريئي)، و يمكن أن تتظاهر بأي مما يلي :
- ألم حارق في المنطقة الشرسوفية (المعدة)، يتفاقم الألم بشكل أكبر عندما تكون المعدة فارغة، كما يميز هذا الألم إمكانية عودته في الليل، و إيقاظ المريض من النوم.
- غثيان يمكن أن يكون مصحوبا بإقياء و أحيانا تتظاهر بغثيان فقط ، إقياء وأحيانا إقياء مدمى و استمرار النزف المعدي يمكن أن يحدث برازا مدمى مع فقر دم.
- وهن عام ، تعب و إعياء، و فقدان الشهية للطعام و وجود صعوبة في تناول الطعام بسبب الألم الحاصل، والشعور بالدوخة وعدم التوازن.
- الشعور بنفخة في البطن، والتجشؤ.
تشخيص القرحة المعدية عند الحامل
للتشخيص يجب الابتعاد عن التصوير الشعاعي و الاعتماد على التنظير المعدي
عندما يحدث دفاع بطني معمم يجب الاشتباه بانثقاب القرحة و يجب إجراء صورة شعاعية بوضعية الوقوف للقسم العلوي الأيمن من البطن و ذلك لتحري وجود غاز حر تحت الحجاب .
علاج القرحة المعدية عند الحامل
تتضمن المعالجة بصورة عامة إعطاء مضادات الحموضة ويجب أن ننتبه إلى عدم إعطاء مضادات الحموضة التي تربط الكالسيوم و تزيد من الصوديوم ، و يمكن بعد الشهر الثالث من الحمل إعطاء مضادات التشنج مع السيميتيدين أو الأومبيرازول.
الوقاية من القرحة المعدية عند الحامل
يمكن اتباع بعض الأمور البسيطة التي من شأنها أن تقلل من خطر الإصابة بالقرحة المعدية كما يلي:
- توخي الحذر عند استعمال بعض الأدوية كمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية التي يمكن أن توصف لفترات طويلة كما في حالات الألم، و تناولها بعد الطعام، و الحرص على أخذ الجرعة التي تفي بغرض العلاج دون تأثيرات جانبية على المعدة ، و عند الحاجة لاستخدام أدوية كهذه يفضل تناول الأدوية المضادة للحموضة التي تساعد في حماية المعدة.
- الحرص على الحصول على نظام غذائي متوازن و صحي، بما فيه الابتعاد أو التقليل قدر الإمكان من التدخين، و الكحول.
- الالتزام بقواعد النظافة، والحرص على غسل اليدين بشكل جيد قبل تناول الطعام، وتجنب مشاركة الأطباق الغذائية، وخصوصا مع المرضى المثبت إصابتهم بالتهابات المعدة، للتخفيف من خطر انتقال الملوية البوابية و بدوره الحد من انتشار القرحة الهضمية.
إذا حدث انثقاب القرحة و النزف يجب عدم التأخر بإجراء عملية جراحية