يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى حدوث تغييرات في عادات النوم؛ لا يعتبر الأمر غير عادي عندما يشعر الإنسان بالحزن أو الاكتئاب من حين لآخر ولكن عندما تستمر هذه المشاعر بالرغم من مرور الوقت وتؤثر على طريقة حياة الإنسان فقد يعني ذلك أنه يعاني من الاكتئاب.
يمكن أن يتم تشخيص حالة الإنسان بأنه مصاب بالاكتئاب عندما يكون لديه خمسة أو أكثر من الأعراض التالية:
- حالة نفسية سيئة وشعور بالكآبة خلال معظم أوقات اليوم وفي أغلب أيام الأسبوع.
- فقدان الاهتمام في معظم النشاطات حتى تلك التي كانت تعتبر ممتعة فيما سبق.
- فقدان الوزن أو اكتسابه بسبب عدم التفكير باتباع نظام غذائي أو بسبب مشكلة صحية.
- النوم أكثر من اللازم أو أقل من اللازم.
- الشعور بالتهيج الجسدي أو ببطء الحركة في معظم الأيام.
- المعاناة من انخفاض الطاقة في معظم الأيام.
- الشعور بازدراء النفس والشعور بالذنب أو بالخجل.
- مشاكل في التركيز وعدم القدرة على التفكير بوضوح.
- التفكير الدائم بالموت أو الانتحار.
يجب ألا تكون الأعراض ناجمة عن تناول الأدوية أو تعاطي المخدرات بالنسبة للطبيب الذي يقوم بتشخيص الاكتئاب؛ كما يجب على الطبيب أيضاً تقييم حالة المريض للتأكد من أية حالات صحية نفسية أخرى؛ وفي حال كانت هناك حالة أخرى تفسر الأعراض التي يعاني منها المريض بشكل أكثر دقة فقد يؤكد تشخيص الطبيب الإصابة بهذه الحالة وليس الاكتئاب.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب على الأشخاص المصابين بالعقم والذين يعانون من الاكتئاب أن يبحثوا عن علاج من اجل كلتا الحالتين؛ بالرغم من أن العقم يمكن أن يكون سبباً للإصابة بالاكتئاب إلا أنه من الضروري علاج مشاكل الصحة العقلية أيضاً.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يجب على النساء غير القادرات على الحمل وبعد المحاولات لمدة 12 شهراً أو أكثر التفكير في استشارة الطبيب بخصوص موضوع العقم؛ ومع ذلك يتوجب على النساء فوق سن 35 زيارة الطبيب إن لم يتمكن من الحمل بعد 6 أشهر من المحاولات.
كما يجب على الأزواج الذين لديهم سجل مرضي من العقم وكذلك النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام في الدورة الشهرية وأيضاً الأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية مزمنة مثل مرض السكري زيارة الطبيب قبل البدء في محاولات الحمل؛ قد يحيل طبيب الأسرة الرجال إلى طبيب المسالك البولية والنساء إلى طبيب مختص بالأمراض النسائية؛ ويمكن أن يقوم الطبيب في بعض الأحيان بإحالة المريض إلى أخصائي بالغدد الصماء ذات العلاقة بالإنجاب أو أخصائي آخر في العقم.
يجب أن يحصل المصاب بالاكتئاب على المساعدة إذا كانت أعراض الاكتئاب تجعل من الصعب على الشخص أن يقوم بأداء الأعمال المنزلية أو بوظيفته أو الذهاب إلى المدرسة أو قد تجعل البحث عن علاج للعقم يبدو أمراً مستحيلاً.
يؤدي انعدام الأمل واليأس الحاصل بسبب الاكتئاب إلى جعل الناس يعتقدون أن العلاج لن ينجح؛ وبكل الأحوال قد يكون هذا الأمر أحد أعراض الاكتئاب أيضاً؛ يستطيع العلاج في كثير من الأحيان تخفيف حدة أعراض الاكتئاب ويساعد في تحسين طريقة حياة الشخص المريض.
المعالجة
التشاور يمكن أن يساعد في علاج الاكتئاب المرتبط بالعقم.
يوجد العديد من الأدوية المتاحة التي يمكن أن تساعد في علاج الاكتئاب؛ تأتي مضادات الاكتئاب بعدة أشكال بما في ذلك مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومعدلات السيروتونين ومثبطات أوكسيداز أحادي الأمين.
يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص إلى تجربة العديد من الأدوية المختلفة قبل أن يجدوا الأدوية التي تناسب حالتهم؛ ومن الضروري أن تكون صادقاً وصريحاً مع الطبيب بخصوص أي آثار جانبية لأن الطبيب سيتمكن نتيجة كلامك من تغيير الجرعة أو نوع الدواء.
العلاج هو أيضا وسيلة فعالة للتعامل مع الاكتئاب؛ عندما يكون الأشخاص في مرحلة تلقي العلاج يمكن أن يتناقشوا بخصوص مشاعرهم المتعلقة بالعقم ويضعوا أهدافاً واستراتيجيات لتحسين علاقتهم؛ يجد بعض الأزواج أن العقم يضر بعلاقاتهم ولذلك يمكن أن تساعدهم مراجعة الأخصائيين معاً للحصول على الاستشارة.
يقدم الدواء والعلاج معاً أفضل النتائج العلاجية المرجوة بالنسبة لمعظم الناس؛ ويعتبر اتباع نمط حياة صحي من الأمور المهمة أيضاً مثل تناول نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
قد يجد بعض الأزواج أن ممارسة هواية جديدة أو نشاط مشترك يمكن أن يساعدهم عند التعامل مع المشكلات المتعلقة بالخصوبة؛ إذ أنه من السهل التركيز فقط على الحمل وإهمال الجوانب الأخرى للعلاقة بين الشريكين.
كما أن تجربة أنشطة جديدة وإيجاد أشياء جديدة تتطلعون إلى تحقيقها والتركيز على الاهتمامات المشتركة للزوجين يمكن أن يساعد في إعادة التوازن إلى حياة الزوجين.
الحصول على الدعم
بالرغم من أن العقم حالة شائعة إلا أنه قد يسبب الشعور بالعزلة؛ فوفقاً لمركز السيطرة على الأمراض إن حوالي 6 في المئة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عاماً لا يتمكن من الحمل بعد مرور سنة كاملة من المحاولات؛ وفي كل الأحوال لا يدوم العقم إلى الأبد؛ إذ يسمح العلاج للكثير من الناس بالاستمرار في حياتهم وإنجاب أطفال يتمتعون بصحة جيدة. كما أن العثور على الدعم من أشخاص آخرين لديهم تجارب مشابهة يمكن أن يكون أمراً مفيداً فهؤلاء يستطيعون أن يشرحوا الكثير من الوسائل والطرق المفيدة في إدارة الإجهاد والتوتر بما يساعد في الحفاظ على سير العلاقة بشكل جيد وطمأنة الشريكين بأنهما ليسا وحيدين.
الحل
يمكن أن تساعد الجمعية الوطنية للعقم الناس في إيجاد مجموعات دعم محلية؛ وكذلك مجموعات الانترنت مثل مجموعات الفيسبوك الخاصة ومواقع رسائل الخصوبة يمكن أيضاً أن تقدم بعض الدعم.