الاختلاطات المزمنة لمرض السّكري:
يرتبط بقاء مرض السّكري عند الأطفال لفترات طويلة مع الانتشار المتزايد للمضاعفات، يمكن تقسيم مضاعفات مرض السّكري إلى ثلاث فئات:
- مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة وتحديداً اعتلال الشبكية واعتلال الكلية الرئيسي.
- مضاعفات الأوعية الكبيرة وخاصة مرض الشريان التاجي وأمراض الأوعية الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- اعتلال الأعصاب. (Kliegman et al.,2011)
1-7-1 أمراض العين المتعلقة بالسّكري:
يمكن أن يتسبب السّكري بمضاعفات تؤثّر على أجزاء مختلفة من الجسم بما في ذلك العين.
يمكن أن يؤثّر السّكري على العين في عدد من الطرق:
- اعتلال الشبكيّة السّكري: حيث يُعدّ من أخطر الأمراض المرتبطة بمرض السّكري حيث ينطوي على شبكة من الأوعية الدموية الّتي تغذّي شبكية العين.
- عدم وضوح الرؤية: نتيجة التغييرات غير العادية في مستويات السّكر في الدم الناتجة عن مرض السّكري وخصوصاً غير المنضبط مما يؤثّر على عدسة العين.
- السّاد: نتيجة التأثير الطويل الأمد من مرض السّكري. (rnib.org.uk)
1-7-1-1 اعتلال الشبكية السّكري:
يُعدّ اعتلال الشبكية السّكري أكثر المضاعفات الخطيرة لمرض السّكري على العين، حيث أنّ مرض السّكري يؤثّر على الأوعية الدموية الدقيقة للعين وبالتالي تتأثر رؤية الطّفل. إن 40% من مرضى السّكري النوع الأول و20% من مرضى السّكري النوع الثاني يتطور عندهم نوع من أنواع اعتلال الشبكية السّكري.
الإجراءات التالية تُقلل من خطر تنامي اعتلال الشبكية أو تساعد على منع تدهوره:
- السيطرة على نسبة السّكر في الدم.
- السيطرة على ضغط الدم بإحكام.
- السيطرة على مستويات الكولسترول.
- الحفاظ على الرشاقة والحفاظ على الوزن الصحي.
- الفحص المنتظم للشبكية حيث أنّ الاكتشاف المبكر والعلاج يمنع فقدان البصر.
عوامل الخطر الّتي لا يمكن السيطرة عليها:
- طول وقت الإصابة بمرض السّكري، هذا هو الخطر الرئيسي لتطوير اعتلال الشبكية السّكري.
- العمر يؤثر على تطور اعتلال الشبكية السّكري.
إذا لم يُعالج اعتلال الشبكية السّكري سوف يتطور ويُضعِف الرؤيا مما يؤدي لحدوث العمى، يتجلّى السّكري المتقدم في العين بنزف زجاجي شديد أو تليّف في كثير من الأحيان مع انفصال شبكية العين. الدّعامة الأساسية للعلاج هو الليزر الضوئي لكامل الشبكية.
يجب على مرضى السّكري من النوع الثاني بعد فترة وجيزة من تشخيص مرض السّكري إجراء فحص أولي وشامل من قبل طبيب العيون، بينما مرضى السّكري من النوع الأول فإجراء الفحص الأولي يكون ضمن 3 إلى 5 سنوات وليس قبل 10 سنوات، والمرضى الذين يعانون من أي أعراض بصرية أو شذوذ ينبغي عليهم مراجعة طبيب العيون. (www.rnib.org.uk)
1-7-2 اعتلال الكلية السّكري:
اعتلال الكلية السّكري هو من مضاعفات مرض السّكري على المدى الطويل، يتطور اعتلال الكلية السّكري على مدى سنوات عديدة، تصفية الكلى تصبح أقل كفاءة كما يحدث تسرب بروتينات معينة إلى البول حيث يُعدّ ظهور البروتين في البول أول علامة من علامات اعتلال الكلية، والعلامات الأخرى تشمل ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتباس السوائل والتعب والشعور فقط بالمرض، اختبارات وظائف الكلى تساعد في تحديد درجة الفشل الكلوي.
يؤثّر اعتلال الكلية السّكري على 20 – 30 % من المرضى الذين يعانون من مرض السّكري النوع الأول و15 – 20 % من مرضى السّكري النوع الثاني وذلك بعد 20 سنة من ظهوره. تزداد مخاطر اعتلال الكلية السّكري مع مدة مرض السّكري، درجة السيطرة الأيضية، والاستعداد وراثي لارتفاع ضغط الدم الأساسي. فقط 30-40% من مرضى السّكري النوع الأول يواجهون في نهاية المطاف المرض الكلوي بمراحله الأخيرة. (Kliegman et al.,2011)
إنّ الفحص الكلوي للمصابين بالسّكري هو شكل روتيني للعناية بمرضى السّكري، حيث أنّ اتحاد مرضى السّكري الأمريكي (ADA) ينصح بإجراء فحصاً سنوياً للأفراد ذوي مرض السّكري النوع الثاني وكل 5 سنوات للأفراد ذوي مرض السّكري النوع الأول (لكن ليس قبل البلوغ).
1-7-3 الاعتلال العصبي السّكري:
الاعتلال العصبي يحدث عند مرضى السّكري من النوع الأول والثاني حيث يتأثّر الجهازين العصبي المحيطي والمستقل بمرض السّكري، ويمكن للمراهقين الذين يعانون من مرض السّكري أن يظهر لديهم أدلّة في وقت مبكر على الاعتلال العصبي، ويمكن إرجاع هذا الاعتلال إلى التأثيرات الأيضية من ارتفاع السّكر في الدم أو نقص الأنسولين على مكونات مختلفة من الأعصاب الطرفية.
(Kliegman et al.,2011)
اعتلال الأعصاب المحيطية قد يظهر عند بعض المراهقين مع تاريخ طويل من مرض السّكري، الإدراك الحراري الجلدي غير الطبيعي هو أمرٌ شائع في كل من الأطراف العلوية والسفلية في الأعراض العصبية لصغار مرضى السّكري، كما أنّ السيطرة الأيضية الضعيفة خلال فترة البلوغ تحثّ على تدهور الوظيفة العصبية الطرفية عند المرضى الصغار.
مظاهر الاعتلال تتراوح بين معتدلة وحادة فقد تُسبب تغيرات في الإحساس والّتي تبدأ في أصابع القدم تنتقل إلى القدمين والساقين، كما يمكن للمريض أن يظهر لديه خدر ووخز وحرق أو تشنّج والذي يصبح أسوأ في الليل ويمكن للجلد أن يصبح حساس بحيث أي ضغط من الملابس يسبب الألم وقد يسبب الاعتلال العصبي ضعف شديد ومشي غير متوازن. (Kliegman et al.,2011)
الاعتلال العصبي اللاإرادي ينطوي على أعصاب الأوعية الدموية الصغيرة والغدد العرقية في الجلد والمعدة والمثانة والقلب والجهاز العصبي، وغالباً ما تظهر عند مرضى السّكري على المدى الطويل الذين يعانون من ارتفاع نسبة السّكر في الدم. الأعراض تختلف اعتماداً على المنطقة المصابة ويمكن أن تشمل:
- التعرّق غير الطبيعي بعد تناول الطعام.
- استجابة غير لائقة للتغيرات في درجة الحرارة مثل تشنج الأوعية الدموية في درجات الحرارة الدافئة.
- الغثيان والامتلاء في وقت مبكر عند تناول الطعام وتأخّر إفراغ المعدة أو القيء.
- الإسهال المائي وغالباً في الليل ودون سابق إنذار.
- التهابات المسالك البولية.
- انخفاض في ضغط الدم عند الجلوس أو الوقوف.
- ضربات القلب السريعة.
- فقدان علامات التحذير من نقص السّكر في الدم.
1-7-3-1 ضعف المثانة السّكري:
يحدث ضعف المثانة السّكري عندما يؤثّر السّكري على أعصاب المثانة فيؤدي إلى عدم إفراغ المثانة وركودة البول في المثانة وتكاثر البكتريا فيها وقد تصل هذه البكتريا إلى الكلى وتسبب العدوى.
1-7-3-2 التهابات المسالك البولية:
قد تحدث التهابات المسالك البولية عند مرضى السّكري غير المنضبط، تتضمن الأعراض التبول المفرط وحرقة عند التبول وآلام أسفل الظهر، إذا لم يُعالج فإنّ العدوى تنتقل إلى الحالب وقد تصل إلى الكلى. وتعدّ الفتيات أكثر عرضة لتطوير التهابات المسالك البولية لذلك يجب العلاج الفوري بالمضادات الحيوية.
1-7-3-3 القدمان ومرض السّكري:
من المهم أن يعتني الطّفل بقدميه بشكلٍ خاص إذا كان مُصاباً بمرض السّكري، ونعرض فيما يلي كيف يمكن تحقيق هذه الرعاية، ومتى تُطلَب المشورة للحصول على مساعدة الطبيب.
يمكن أن يُنقص مرض السّكري من وصول الدم إلى القدمين ويتسبب في فقدان الإحساس، وهذا ما قد يعني أنَّ إصابات القدم لا تلتئم بشكلٍ جيد؛ كما أنَّ عدم وجود إحساس جيد يعني أنَّ الطّفل قد لا ينتبه عند إصابة قدميه بقرحة أو جرح، وإذا كان الطّفل مُصاباً بمرض السّكري يكون أكثر عُرضةً لبَتر في قدميه أو ساقيه بسبب الغرغرينا بنسبة 15 مرَّة مقارنةً مع الآخرين.