إنّ الارتفاع المستمر لمستوى السّكر في الدم يؤثّر على المدى الطويل على أجهزة كثيرة حيوية في الجسم وقد ينتهي الأمر إلى فقدان هذه الأجهزة القدرة على العمل، ولقد أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أنّ التحكم الجيد في مستوى السّكر في الدم يمكن أن يمنع حدوث هذه المضاعفات. (www.sweetkidzdiabetes.com)
التحكم في مستوى السّكر يقتضي الفحص المستمر للسّكر في الدم عدة مرات يومياً، ويستخدم لذلك جهاز صغير ويتضمن الفحص وخز إصبع أو مكان آخر في الجسم للحصول على نقطة دم كافية توضع على شريط صغير يوضع داخل جهاز فحص السّكر، لتظهر بعد ثوان قراءة مستوى السّكر في الدم على شاشة صغيرة في الجهاز. عدد مرات الفحص اللازمة تختلف من طفل إلى آخر، وكل طفل له حاجاته الخاصة لذلك يجب عدم المقارنة بين الأطفال. عادة ما يحتاج الطّفل أن يفحص دمه قبل وجبات الطعام أو قبل بدء درس التربية الرياضية أو أية تمارين رياضية أخرى، كما يحتاج أن يفحص دمه إذا شعر الطّفل بأعراض هبوط أو ارتفاع السّكر. وإذا دلّ الفحص على ارتفاع أو هبوط السّكر في الدم سيحتاج الطّفل إلى أن يقوم بالتصرف الضروري والمناسب لذلك، فقد يشرب أو يأكل شيئاً أو قد يزيد من مستوى نشاطه وحركته أو قد يأخذ جرعة الأنسولين الضرورية. من الضروري جداً أن يُسمح للطفل بفحص السّكر في الدم إذا احتاج الأمر في داخل الفصل أو أي مكان آخر في المدرسة وفي أثناء أية نشاط دون أن يعاقب على ذلك. حيث أنّه يجب أن يتصرف بسرعة مما يتناسب مع قراءة السّكر في دمه، هذا أفضل للطالب وأكثر أماناً كما أنّه سيقلل من عدد المرات الّتي يغادر فيها الطالب الفصل.
إنّ رصد الغلوكوز في الدم اليومي قد تعزّز بشكل ملحوظ منذ توفر أجهزة قياس السّكر المنزلية والّتي تسمح بقياس نسبة السّكر في الدم من قطرة دم، يجب أن يتعلّم الأهالي والمرضى استخدام هذه الوسائل وقياس السّكر في الدم 4 مرات يومياً قبل الإفطار والغداء والعشاء وأثناء النوم. لابُدّ أن يفحص سكر الدم عند الساعة 12 و3 صباحاً لاكتشاف نقص السّكر في الدم الليلي عندما يتم البدء بإعطاء الأنسولين والقيام بالتعديلات الّتي تؤثر على مستويات السّكر خلال الليل. يجب أن يتراوح تركيز السّكر في الدم ما بين 80ملغ/دل تقريباً في حالة الصوم إلى أقل من 140 مل/دل بعد الوجبات. على كل حال المستوى بين (60-220) ملغ /دل مقبول نظراً لعمر المريض ((انظر الجدول 1-1)):
الجدول (1-1) يظهر مستويات غلوكوز الدم قبل الطعام ومستويات الهيموغلوبين الغليوكوزيلاتي المناسبة لكل فئة عمرية
الفئة العمرية | غلوكوز الدم قبل الطعام ملغ/د | مستويات HbA1c |
5 – 11 سنة | 80 – 150 | 6.5 – 8 |
12 – 15 سنة | 80 – 130 | 6 – 7.5 |
16 – 18 | 70 – 120 | 5.5 – 7 |
لابُدّ أن يُنجز الحد الأدنى لقياس غلوكوز الدم وهو أربع مرات في اليوم، غير أنّ هناك بعض الأطفال والبالغين ربما يحتاجون إلى إدارة غلوكوز الدم أكثر تكراراً وفقاً لمستوى نشاطهم الجسدي وتاريخ حدوث نقص سكر الدم المتكرر. (Kliegman et al.,2011)
أظهرت دراسة حديثة أنّ عدد كبير من الأطفال السّكريين لا يحصلون على الفحوصات الروتينية المعتادة المتعلقة بتنظيم المرض، حيث وجد الباحثون أنّه من بين 1500 طفل مصاب بالسّكري من النوع الأول أو الثاني ثلثهم لم يخضعوا لأي من فحوصات العين الدورية لمرضى السّكري أو قاموا بإجراء فحص مراقبة نسبة السّكر في الدم على المدى الطويل.
يطلب الأطباء عادةً من الأطفال وصغار السن السّكريين بإجراء فحص الخضاب السّكري HbA1c ((فحص السّكر التراكمي الذي يحدد نسبة السّكر في الدم على المدى الطويل)) مرتين سنوياً على الأقل وثلاث مرات إذا كان الطّفل يتعاطى الأنسولين، فحص الدم يقوم بإعطاء لمحة عن سيطرة المريض على مستوى السّكر في الدم خلال الأشهر السابقة ويُعتبر مفتاحاً لتنظيم مرض السّكري على المدى الطويل.
وجد الباحثون في الدراسة أنّ 32% من الأطفال لم يخضعوا لفحص الدم و34% من الأطفال لم يجروا أي من فحوصات للعيون، وقد اقترح الباحثون بعض الأسباب الّتي تجعل المرضى في أعمار صغيرة لا يجرون الفحوصات بشكل مستمر ووجدوا أنّ الأطفال يقومون بإجرائها أكثر من المراهقين وربما السبب في ذلك عناية الأهل في الطّفل المصاب بالسّكري كما وجدوا أنّ الحالة المادية للشخص المصاب بالسّكري تؤثر في إجراء الفحوصات والانتظام عليها.( (www.Altibbi.com
1-8-1 الخضاب السّكري: HbA1c
هو الاختبار الذي يعكس متوسط مستويات السّكر في الدم على مدى 2 – 3 أشهر الماضية، حيث أنّ الغلوكوز يرتبط بالهيموغلوبين وهو بروتين موجود داخل خلايا الدم الحمراء وارتفاع النسبة المئوية للخضاب السّكري يعني ارتفاع متوسط نسبة السّكر في الدم ل 2-3 أشهر الماضية. يمكن أن يتمّ هذا الاختبار على عينة من الدم أُخذت بوخز الأصبع أو سحبت من الوريد من الذراع ثم فحصها في المختبر. (www.umassmed.edu)
نسبة HbA1c هي عادة أقل من 6% عند مرضى السّكري والقيم بين 6-7.9 % تمثّل السيطرة الأيضية الجيدة والقيم من 8-9.9% تمثّل السيطرة الأيضية المتوسطة والقيم الأكبر من 10% تمثّل السيطرة الأيضية السيئة.
كلما كانت مستويات الخضاب السّكري مرتفعة كلّما زاد خطر الإصابة بالمضاعفات مثل النوبات القلبية وأمراض الكلى والاعتلال العصبي ومشكلات الدورة الدموية، لذلك تُعدّ السيطرة على مستوى الخضاب السّكري وإبقاؤه عند المستوى الطبيعي وإجراء الفحص كل ثلاثة إلى ستة أشهر من الأمور الأساسية للمحافظة على الصحة وتفادي العواقب الوخيمة لمضاعفات السّكري.